الفتوى رقم #55806
التاريخ: 05/09/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام
المعفو عنه من النجاسة عند الحنفية
التصنيف:
فقه العبادات
السؤال
السلام عليكم استمعت لدروس الشيخ الرنكوسي على المذهب الحنفي فعلى المذهب الحنفي يعفى من النجاسه قدر الدرهم فالنجاسه قدر الدرهم واجب غسله اقل من الدرهم سنه واكثر من ادرهم فرض هل يمكنني اتباع هذا لكثرة شكوكي بالنجاسه عند دخول الخلاء ولدي اطفال فعند الاستنجاء اشعر بوصول نقطة ماء الى شعري (حمام افرنجي) او الى مكان يصعب اسالة الماء عليه وجميع ما ياتي علي لايصل الى قدر الدرهم فهل يعتبر معفو عنه وبالتالي عند لمسي لشعري او لمكانه اصابه النجاسه لاتتنجس يداي فانا مصابه بالوسواس في الطهارة سؤال اخر عالمذهب الحنفي لو افترضنا ان القميص الذي ارتديه جاء عليه نجاسه ولمسة مكان النجاسه فلا تنتقل النجاسه الى يدي استنادا الى لو لف ثوب طاهر جاف بثوب نجس لا يعصر ان عصر فلا يتنجس ارجو اجابتي بالتفصيل والسرعه وجزيتم خيرا وجعله الله في ميزان حسناتكم
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ وبعد فإنَّ الكلام عن قدر النجاسة المعفو عنه الذي ذكرتِ إنما هو متعلِّقٌ بالصلاة, والحكم على التفصيل التالي؛ حمل قدر الدرهم من النجاسة المغلَّظة كالدم والخمر والبول في الصلاة معفو عنه لكن الصلاة معه مكروهة تحريما, وبأقل من الدرهم مكروهة تنزيهاً, غير أن إزالة النجاسة عن الثوب مهما قلت مطلبٌ شرعي, ثم إن ربط ذلك بما أنت عليه من الوسواس غير سديد ولا حاجة بك إليه, ذلك أنَّ الشك الذي أنت عليه لا يبنى عليه حكم, وأمر الاستنجاء على ما ذكرتِ متعلق بالإزالة دون الوصول إلى الحرج, فإذا ضاق عليك أمرك اتسع رحمةً, وعليه فبعد إزالة النجاسة حقيقة وإفاضة الماء توقفي, ولا تكترثي بما بعد ذلك من الوسواس العارض فإنه مدخل شيطاني إذا تبِعْناه لا ينتهي أبداً. على أن الرشاش غير المنظور معفوٌّ عنه في الأصل, ولا يُلْتَفَتُ إليه شرعاً. فاطمئني بالاً. أما استفسارُك عن عبارة /لو لفَّ ثوبٌ طاهر جاف بثوب رطب نجس لا يعصر لو عُصر لا يتنجَّس/ فهو للإشارة إلى وجود علة عدم التنجُّس وهي انعدام نقل النجاسة إلى الثوب الرطب بعدم وجود البلل الذي هو سبب العصر. نصيحتي الأخيرة لك أن توقني بأن شفاءك من الوسواس كامن في تطبيق الحكم الشرعي دون زيادة أو نقصان, وذلك بالتسليم لجواب الفقيه وإنْ عَدِمْتِ قناعتَكِ لأنَّ اضطرابَك ههنا غيَّبها فإنْ فعلتِ نجوتِ من ذلك المرض الوهمي بعد مدة يسيرة بإذن الله تعالى ختاما؛ أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل, والسلامةَ من كلِّ سوء والعياذَ من وساوس شياطين الجن وإن يحضرون آمين. ولا تنسي أنْ تخصّيني بصالح الدعاء.