مميز
EN عربي

الفتوى رقم #54841

التاريخ: 20/04/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام

أنا عندَ ظن عبدي بي

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بسم الله الرحمان الرحيم الى الشيخ محمد الفحام... سيدي كيف احسن الظن بالله وانا العبد المذنب الظالم لنفسه لانني اشعر ان ذنوبي تفسد علي حسن ظني بربي،فهل يوجد سبيل الى حسن الظن بالله والحال هذه،علما انني اجد الظن الجميل بربي عند دعائي وضراعتي لله. ماذا افعل...؟؟؟؟؟؟؟ الحائر من الجزائر بارك الله فيكم وفي علمكم شكرا

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيِّدِنا محمدٍ رسولِ الله وعلى آله وصحبِه ومَن والاه, وبعد؛ فيا سيدي الحائر, لا شيء أنفعُ للعبد المسرفِ على نفسه مِنْ حُسْنِ الظَنِّ بالله في واقعِ الاعترافِ بالَّذنْبِ ورؤيةِ التقصيرِ والغَيْنِ الذي يعتري العبدَ مِنَ الغَفَلاتِ والتَّبِعاتِ التي لا تُمْحَى إلا بِأَمْرَيْن اثنين؛ الاستغفار وحُسْنِ الظنِّ باللهِ تعالى, ولكن بشهود الغَفَّار الذي يَسْتُر ومِنْ شأنه الجليل أنه إذا سَتَرَ عفا, وبذلك يُمْحَى الذَّنْبُ, وهذا ما يَنْهَضُ بك إلى الإيناس بتجلِّيات من أحسنتَ الظنَّ به عزَّ وجلَّ وهو القائل في الحديث القدسي: (أنا عندَ ظن عبدي بي إنْ ظَنَّ خيراً فَلَهُ, وإنْ ظَنَّ شراً فَلَهُ) فلا تَظُنَّ بِربك إلا خيراً لأنَّ ذلك محبوبٌ لديه سبحانه, نعم! وإنْ جئته بقراب الأرض ذنوبا طالما جئتَه صادقاً مُوقِناً بِرَحْمَتِهِ وعَفْوِه فتِلْكَ هي عافيةُ العقيدة, والإيجابُ فيما وصَّفْتَ شعورُكَ بالحياءِ منه سبحانه وتعالى, وهذا شيءٌ حميدٌ يَنْفَعُكَ ويَرْفَعُكَ ويُزَكِّيكَ بإذن الله تعالى. أخي الطيِّب! ناجِ مولاك بقولك: إلهي؛ ما عَصَيْتُكَ جرأةً, ولكنْ ضعفاً _وأنت أعلم_ فيامَنْ أَعَذْتَني مِنَ الجُرأةِ قَوِّ في رضاك ضعفي. إلهي؛ مَنْ أَوْلَى بالزَّلَل والتَّقصير مني, ومَنْ أَوْلَى بالعَفْوِ والمغفرة منك عني, وقد خَلَقتني ضعيفاً لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضُراً, إلهي؛ عِلْمُكَ فيَّ سَابِقٌ, وأَمْرُكَ فيَّ نافِذٌ وقَضاؤكَ بي محيط, أَطَعْتُكَ بإِذْكَ ومَعونَتِكَ والمَنَّةُ لك وعصيتُك بِعِلْمِكَ والحُجَّةُ لك, إلهي؛ بِوُجوبِ رحمتِك وانْقِطاعِ حُجَّتي ثَبِّتْ خَوْفَكَ في قَلْبي حتى لا أرجو سواك ولا أخافَ غَيْرَكَ, مني ما يَلِيقُ بِلُؤْمِي, ومنكَ ما يَليقُ بِكَرَمِكَ وسبحانَكَ مِن قائل: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) ولا تنسَ أنْ تخُصَّني بصالح الدعاء وأنت تناجي حبيبَك ربَّ السماء.