مميز
EN عربي

الفتوى رقم #54732

التاريخ: 03/04/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام

إن الله يحب التوابين

التصنيف:

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. خلال دراستي تعرفت على فتاة .انوي التوبه من كل ذنب.ولكن لا أستطيع إلا ان اكلم هذه الفتاة.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أخا الإيمان أستهلُّ جوابيَ بهذا الدعاءِ النبويِّ الفاتحِ لمغاليق القلوب والمانع إنْ شاءَ اللهُ تعالى عن موانعِ الوصولِ إلى المأمول: (الّلهُمَّ وما رزقتَنا مما نُحِبُّ فاجعله قوَّةً لنا فيما تحبُّ, وما زَوَيْتَ عنا مما نُحِبُّ فاجعلْه فراغاً لنا فيما تُحِبُّ) توجَّهْ إلى الله تعالى بالرجاء عبرَ هذا الدعاء المبارك فلعلَّ المولى الجليل الجميل أنْ يرقِّيَك من مجاز الحبِّ الآنيِّ إلى حقيقة الحبِّ الأزلي الذي جُعِلَ المنطلقَ المعرفي بالله تعالى الخالقِ لعبده مِن أَجْلِ أنْ يَعْرِفَه عليه. أقول يا سيدي: تَفكَّرْ عند ابتدارِ أيٍّ من الأعمال المخالِفة نتيجة ذلك العمل وعِشْ أُنْسِ الانْتِصارِ على النفس, واعلم يا سيدي أنَّ مِن سُنَنِ اللهِ تعالى الكَوْنِيَّة التعويضَ العاجلَ لكلِّ متروكٌ مِن أَجْلِهِ فإنَّه مَن تَرك شيئاً لله عَوَّضَه اللهُ تعالى خيراً منه فمَنْ جاهدَ نفسَه لأجلِه سبحانه أَشْهَدَهُ خَيْرَه الشافيَ مِنْ كلِّ سوءٍ يحجبه عنه سبحانه. لا تيأسَنَّ _واسمُ ربِّك التواب_ أي كثيرُ القبول للتائبين دائم التوبة عليهم وهو القائل:(إنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) وأما التوّابُ مِن البَشَرِ فهو الذي كلَّما أَذْنَبَ ذَنْبَاً جدَّدَ التوبةَ صادقاً حتى يأتي اليوم الذي يَتَذَوَّقُ فيه حلاوةَ التوبة كعبادةٍ محبوبةٍ عند التواب الكريم سبحانه ليَبْلُغَ المستوى المطلوب مِن الفَهْمِ للحكمة الإلهية من قوله سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فَيُحبُّه ولا يُشْغَلُ بسواه ويُدرِكُ أنَّ مَن أدركَ اللهَ أدرك كلَّ شيء ومَنْ فاتَه اللهُ فاتَه كلُّ شيء, وكما ناجاهُ مَن عَرَفَهُ, إلهي؛ ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ؟ وماذا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك؟. ختاما؛ اخْتِمْ كلَّ جِلْسَةٍ أو عمل بهذا الدعاءِ النبويِّ الجليل المليء (الّلهُمَّ اقْسِمْ لنا مِنْ خَشْيَتِكَ ما تَحولُ به بيننا وبين معاصيك ومِن طاعتِك ما تُبَلِّغُنا به جَنَّتَكَ ومِن اليقين ما تهوِّنُ به علينا مَصائِبَ الدنيا, ومَتِّعْنا اللهُمَّ بأسماعِنا وأَبْصارِنا وقُوَّتِنا ما أَحْيَيْتَنا واجْعَلْهُ الوارثَ مِنَّا واجْعَلْ ثَأْرَنا على مَنْ ظَلَمَنا وانْصُرْنا على مَن عادانا ولا تَجْعَلِ الدنيا أَكْبَرَ همِّنا ولا تُسَلِّطْ علينا مَن لا يخافك ولا يرحمنا)