مميز
EN عربي

الفتوى رقم #54568

التاريخ: 15/03/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام

الجواب الأنسب عندما يسأل الطفل: أين الله؟

التصنيف: العقيدة والمذاهب الفكرية

السؤال

انا من المغرب وهو بلد يتبنئ العقيدة الاشعرية واعلم ان الله منزه عن الجهة والمكان ولكن عندي اشكال عندما اريد ان اجيب ابنتي والتي عمرها ٤ سنوات عندما تسال عن اين الله فانا اقول لها اننا نؤمن بان الله موجود ولكننا لا ندرك ولا نعلم مكانه فهل هدا الجواب مقبول ام فيه خطا واقول لها الا تسال مرة اخرئ افيدونا افادكم الله

الجواب

أخا الإيمان؛ لاشك أنَّ الدليلَ العقليَّ من النَّقلي مُسْتَخْرَجٌ, وهو في قولِه سبحانه؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) وهو المحكم, غيرَ أنَّ الحالة التي ذكرت أنا معك في استعمال الحكمة لأجل الاستيعاب مراعاة لمستوى العمر, وابنتكم حفظها الله في عمرها ذاك أنها بحاجة إلى ما يُريح عقلها الغضَّ من غير تشويش, وما يشرح الصدرَ ما هي عليه مِن وَعْيٍ ظاهرٍ, فإنه لا يمكن أنْ يسأل مثلَ ذلك السؤال إلا مَن متَّعه الله تعالى بسلامة الفطرة وصفائها, وإني لأرى ذلك فيها سلَّمها الله تعالى, وعليه؛ فمبتَدأُ الجواب لشأنها هو التوجُّه إليها بمقنَعٍ عقليٍّ تعيشُ حقيقتَه والذي ينبغي أنْ يكون من المسلَّمات التي لا تُردُّ عند عقلاً, وعليه؛ فالجواب: هو سياقُ مثالٍ تقريبي يرتبط بقوةِ النور النابعة من مدٍّ لا يملك العبد إنكاره من الواقع, وليس هناك أقربُ مثالاً من الشمس, فَأَخْبِرْها أنَّ من أسماء ربنا الحسنى النور وهو من عظيم قوته لا يستطيع العبد تمكينَ النظر منه, ثم وجِّهها إلى ذلك المثال التقريبي الشمس بإعلامِها أنها مخلوقٌ مما خلق سبحانه, ونحن لا نستطيع تمكينَ النظر إليها فكيف بمنْ خلقها وذلك مَظْهَرٌ مِن مظاهر عظمتِه جلَّ جلاله, لأنه العظيمُ على الإطلاق الذي لا تقاس عظمتُه بأيِّ عظيم من مخلوقاته فهو أكبر من كل كبير, ونوره لا كالأنوار والثمرة إيصالها إلى مُسَلَّمَةِ أنَّ كلَّ ما يَخْطُرُ ببالِك من المخلوقات فهو سبحانه بخلاف ذلك أي ليس كمثله, وكلَّما امتدَّ بها العمر على تلك العافية الآسرة من صفاء الفطرة توسَّعنا في دائرة المقنَعِ العِلْمِيِّ إلى أنْ يأتيَ اليومُ الذي تَغْدو فيه هي سلَّمها الله تعالى الداعيةَ إلى توضيح تلك الحقائق. احرص على تحفيظها الأدلَّةَ من الكتاب والسنة وقُصَّ عليها قصص الصالحين من أهل التمكين, فلعلها في سنيِّها القادمة إنْ شاء الله تجدُ مادة العقيدة في طيَّات قلبها وعقلها جاهزة مهيَّأة, وفي الختام أدعو اللهَ القدوس الجليل أنْ يحفظَها لك ويُعيذَها مِن كلِّ سوءٍ برعايةٍ تامةٍ وعنايةٍ شاملةٍ إنَّه سميعٌ مجيبٌ وبالإجابةِ جدير. لا تنسني من صالح الدعاء بارك الله بك.