مميز
EN عربي

الفتوى رقم #54559

التاريخ: 15/03/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام

الدعاء مخ العبادة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بسم الله الرحمان الرحيم تحية خالصة صادقة للشيخ محمد الفحام وبعد: نص السؤال: الحق يا شيخ ان الله فتح علي من الدعاء والضراعة ما اجد لذته وخشوعه واجد من الرغبة والرهبة فيه زهاء عقد من الزمن لكن المشكلة يا شيخ اجدني غير موفق ولم اشفع في حاجتي فهل هي الذنوب والاثام ام انها حكمة الله اقتضت ذلك،فان كانت ذنوبي هل استمر في الدعاء ام اترك الدعاء حتى اتوب لانني اشعر بشيء في نفسي يحدثني انني لن اجاب حتى ادع الذنوب وهو الشيء الذي عجزت عنه فما الحل. الذنوب كفوات صلاة الفجر حتى تطلع الشمس كضعفي في غضي بصري كحقدي على من يظلمني او ان يتحرك قلبي بشيئ من الحسد للمسلمين غير اني لا احبها بقلبي ولكنه الضعف الذي دائما اشكوه لربي. افتونا ماجورين وبارك اله فيكم وفي علمكم. شكرا

الجواب

سيدي الكريم حيَّاكَ اللهُ تعالى وبيَّاكَ وجعلَ الجنةَ مأْوانا ومأواكَ, وبعد؛ فابقَ على ما أنت عليه من الدعاء والضراعة وتجديدِ التوبة دون توقُّف, واحرِص على أنْ تكون توبتك نصوحة أي بشروطها المعهودة دون التفكُّرِ بأيِّ فعلٍ مستقبلي راجياً مولاك الثباتَ عليها ولْيَكُن دعاؤك دعاء الخائف المتضرِّع على أصل نظامه في المطلب النبوي أي لا تحصُره بالمطالب بل أطلقه كعبادةٍ مستقلة قد أمرت بها ونُدِبْتَ إليها على مفهوم قول السيد الأكرم صلى الله عليه وسلم: (الدعاءُ مخُّ العبادة بل هو العبادة), وكلَّما دعوتَ اللهَ تعالى اصدق في طلب أن العافية من المخالفات وينشط همَّتَك على الطاعات ويشغلك بما يحبُّه لك, فإنَّ مَن أَدْمَنَ قَرْعَ الباب لابد وأنْ يُفْتَحَ عليه ما دامَ صادِقاً. إياك واليأس من رحمة الله تعالى فإنَّ اليائسَ ممقوتٌ عنده وإنَّ ربَّك يحبُّ العبد التوّابَ الأوّاب, الذي هو كلَّما أذنب ذنباً آب أي: رجع إلى ربِّه أرحمِ الراحمين بعباده جميعهم لاسيما المسرفين وهو القائل جلَّ وعزَّ: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) وكما يقول الشاعر: ومما زادني شرفاً وتيها وكِدْتُ بأَخْمَصي أَطأُ الثُرَيَّا دخولي تحت قولكَ يا عبادي وأنْ صَيَّرت أحمدَ لي نبيا اجعل منهجك العمليَّ مع تجديد التوبة توجيه بيان الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) وتوجيهَ النبيِّ الأعظم صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن أما سؤالُك عن الحقد على مَن ظلمك فإنه إنْ كان ذلك الظالمُ ظالماً على الحقيقةً وقد أبى إلا التلبُّس بظلمه جرأةً على الله تعالى فلا يسعك أن تحقد ولكن لك طلب حقك من مولاك ولا تلام بشعورك بالقهر أو الحزن, فإنْ رجع ظالمك عن ظلمه فدونك صلاح ذات البين وإياك وفسادَ ذات البين, فإنه مُحْبِطٌ للعمل, والدواءُ الناجع في الرجوع إلى المعوِّض خيراً بها هو أهله سبحانه, وأنَّ تزكيةَ النفس وسُموَّها يُبَدِّلُ حزنَ صاحبِها فرحاً ويُغني مِن فضله سبحانه بالغنى الأوفى, وخذ هذه الموعظة الهادفة, سئلت السيدةُ رابعةُ العدوية رضي الله تعالى عنها بم وصلت إلى ما وصلت إليه _أي من المعرفة الإلهية والحبِّ الإلهي الذي غَدَتْ شهيدتَه_ قالت: بدعائي الله تعالى؛ اللهم إني أعوذ بك مِن كلِّ ما يَشْغَلُني عنك ويحولُ بيني وبينك. أقول يا سيدي والله قد جعلت هذا الدعاء في جملة أدعيتي فوجدته ناجعا نافعا. ثم أكثر من هذا الدعاء: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) وفقك الله تعالى ورعاك وأعاذك مِن كلِّ ما يَشْغَلُك عنه ويحولُ بينك وبينه مع تمام العافية إلى منتهى الأجل آمين يا رب العالمين. لا تنسَ أن تخصني بصالح الدعاء بارك الله بك