مميز
EN عربي

الفتوى رقم #54134

التاريخ: 04/01/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام

لم اصلي و لم اصم منذ 11 سنة بعد البلوغ ؟

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

لسلام عليكم و رحمة الله لقد تاب الله علي و الحمد لله بعد ان اصبح عمري 25 سنة و الان ماذا عن صوم رمضان لل11 سنة الفائتة و كذلك صلوات تلك السنوات فماذا قالت المذاهب و بماذا تنصحوننا ؟ و اثابكم الله عنا كل خير

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ بدايةً تهانيَّ القلبية بالإنابة الربانية والتوبة النصوح سائلاً المولى الجليل لك الثبات والفلاح, وبعد؛ فجمهور الفقهاء على وجوب القضاء لفوائت الصوم والصلاة لفعله صلى الله عليه وسلم لما فاته عدة صلوات في غزوة الخندق فقضاهُنَّ بأذان وإقامة لكل صلاة, وعليه؛ فلابد من القضاء, وأيسرُ سبيل اتخاذ سِجِلٍّ يحسب فيه قيود القضاء بضبط عدد الصلوات خلال تلك المدة ثم تقسيمها على خمسة والناتج يكون عددَ كل صلاة, ثم يُقسم السجل أقساماً خمسة كلُّ قسم لصلاة, وكلما قضيت صلاة طرحت من الرقم الأصلي. أما الفائدة من هذا النهج فهي اغتنامُ الوقت واستنهاضُ الهِمَّةِ لتفريغ الذمَّة كلَّما وُجد وقتٌ يسع أي صلاة من تلك الصلوات الخمس, ويستحسن ضبطُ القضاء بأوقاتِ الأداء الخمس يصلى مع كل وقت من الصلوات العدد الممكن ويسجل العدد في ذلك السجل. هذا؛ وقد أشار الفقهاء إلى أنَّ مَن استطاع قضاء عددٍ معيَّنٍ كلَّ وقت صلاة فقضى أقل فقد أثم لأنَّ اغتنام الوقت الممكن مطلوبٌ شرعاً. أما أوقات القضاء فوقته مشمولٌ في ليل أو نهار اللهم إلا أوقات الكراهة, وهي ثلاثةٌ؛ 1_ عند طلوع الشمس إلى أنْ ترتفع 2وقُدِّرَتِ المدةُ بربع ساعة.2_ عند استوائها في كبدِ السماء إلى أنْ تميلَ إلى جهة الغربِ وقُدِّرَتْ بخمس دقائق قبل الظهر. 3_ وعند اصفرار الشمس عصراً إلى أنْ تغرب وقُدِّرَت بحوالي خمسٍ وعشرين دقيقة قبل المغرب. فهذه الأوقات لا يصح فيها القضاء, وأما سواها من الأوقات فهو محل للقضاء, ومثل ذلك يقال في قضاء الصوم وقت قضاء الصوم السنة كلها إلا خمسةَ أيام يوم الفطر وأربعة أيام الأضحى. أقول في الختام لعل العملَ مُرْهِقٌ من حيث النظر لكنْ بمجرَّدِ التفاعل معه يجدُ العبدُ لذةً خاصةً أنَّه ألزمَ نفسه بإِفراغِ ذمَّتِه لأجلِ ربِّه ففي ذلك إقبالٌ على الله تعالى من نوع خاص يفتح باب الأُنْسِ على صاحبِه قال تعالى:(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)