مميز
EN عربي

الفتوى رقم #53924

التاريخ: 06/12/2015
المفتي: الشيخ محمد الفحام

الأصل اقتران الدعاء بالتوبة .. والوارد لمن تعرض له

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الشيخ محمد الفحام انا رجل فتح الله علي بدعاء ضارع واجف خاشع وفيه لذة وانس واحيانا تاتيني رؤى جميلة بعد الدعاء اانس بها،لكني على ذنوب يعلمها الله والذي يؤرقني منها هو فوات صلاة الصبح لاني عليها ابني يومي فكلما فاتتني لا اقدر على العمل الصالح وكم الححت على الله عزوجل ان يرزقني التوبة والاستقامة لكن الله لم يشفعني بعد. سؤالي هو:هل استطيع ان احسن الظن بالله في استجابة الدعاء وفي كل اموري والحال هذه لاني اشعر ان ذنوبي تفسد على حسن الظن بالله. وهل استمر في الدعاء رغم ذنوبي وتفويتي لصلاة الفجر. ماذا افعل يا شيخ والله اني حااااااائر. شكرا وبارك الله فيك وفي ايمانك وولدك

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ وبعد فأقولُ: يا سيدي إنَّ ربطَ الطاعة بدوام المخالفة ما قال به أحدٌ, غير أنَّ المسألةَ تتعلق بما كُلِّفَ به العبدُ عامةً وبمنهجِ التعامل حيالَ ذلك خاصة قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) وقال: صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنةَ تمحُها ) في مقدماتها –أي الحسنة- التوبةُ والاستغفارُ ومعنى التوبة الرجوعُ إلى التواب سبحانه. فتطبيق المنهج مع طلب التوفيق هو عينُ الرشادِ, وعكسُه هو العجز ففي الحديث الشريف: (الكيِّسُ مَن دانَ نفسَه وعملَ لما بعد الموت والعاجزُ مَن أَتْبَعَ نفسَه هواها وتمنى على الله الاماني)) . وتسالني فإنْ تبتُ مِن ذنبي ثم عاودتُه مِن جديد فماذا عليَّ أن أفعل، فأقول: إنَّ بابَ التوبةِ يَبْقى مَفتوحاً _وإنْ تكَّرر الذنبُ_ ما دُمتَ تتوبُ التوبة بشروطها من الإقلاع والندم وعقد العزم على عدم العود. فإنْ تسألني عن أنك حيالَ دعائك فأقول: إنَّ أيَّ مُسرفٍ على نفسه إذا دعا مولاه بقلبٍ ضارعٍ واجفٍ لابد وأنْ يَشعر بالأُنس, ويذوق لذةَ عبادته لأنَّ الأصل في الدعاء أنه عبادة كما ورد في الحديث: (الدعاء مُخُّ العبادة بل هو العبادة). هذا من جانب، من جانب آخر أقول: إذا كان دعاؤك عزماً على التَّخَلُّصِ مِن الذَّنب رجاءً وخوفاً فهو شأنٌ حميدٌ لابد مِن أنْ تقطف ثمرتَه ولو بعد حين. وأما إن ْكان دعاءً دون نية العزمِ على الخروجِ من المعصية بل مع بقاء التَّلَبُّسِ بها فهذا جدُّ خطير لأنَّ التائبَ من الذنب المقيمُ عليه كالمستهزئ بربه. أما حديثك عن صلاة الفجر فالأصل فيها أنْ نعملَ بالأسباب عند النوم . أولاً؛ قراءةُ أدعيةِ النوم ، ثانياً؛ النومُ على معِدَةٍ خفيفة ، ثالثاً؛ ربطُ التنبيه بالتوقيتِ المتكرر مع جعلِه بعيداً عنك للقيام إليه ، رابعاً: أنْ تَذْكرَ الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرةً من غير تردُّد, والمسارعة إلى الوضوء من غير تلكؤ . وأما سؤالك عن حسن الظن بالله فهو مرتبط بأمر العفو أي محوِ الذنب بقبول التوبة ودوام الستر لك مع عدمِ الفضيحة على الأَشهادِ يومَ المعاد وقبول الطاعة على التقصير الحاصل من الإنسان حيال جلال قدر الديّان سبحانه. ختاماً: احرصْ على القَصْدِ الحسن وربطِ الأسبابِ جُهْدَ الطاقة وتوكَّلْ على الله سائلاً إياه التوفيق والسداد. ولا تَنْسَني مِنْ دعواتِك المباركات.