الفتوى رقم #53363
التاريخ: 30/07/2015
المفتي: الشيخ محمد الفحام
شرح حديث إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم
التصنيف:
السنة النبوية وعلومها
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حضرة الأساتذة الأفاضل أريد صحة وشرح حديث إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ وخاصة فيما يتعلق بموضوع الأطفال وعدم خروجهم من المنزل وما هو عمر الطفل الوارد في هذا الحديث وهل من الأفضل خروجه من المنزل أم بقاءه في المنزل وما المقصود إذا ذهب ساعة من الليل ولكم جزيل الشكر
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ الحديث صحيح هو في الصحيحين وغيرهما, والمعنى على الجملة توجيهٌ نبويٌّ لدفع الضرر عن أمته في أمور أطلعه الله تعالى عليها ينبغي الانتباه إليها ثم العمل بمقتضاه أمراً ونهياً, ودونك هذا التفصيل اللطيف؛ قوله صلى الله عليه وسلم: جنح الليل؛ زمنُه الأول حين يُقبل ظلامه بطائفة منه بين العشائين. كفُّوا صبيانكم؛ أي ضُمُّوهم وامْنَعُوهم من الخروج إلى الطرقات في ذلك الوقت الأول للعلَّة المذكورة وهي انتشار الشياطين في الليل حيث حركتُهم فيه أمكنُ لهم من النهار إذِ الظلام أجمعُ لقواهم, فعند ابتداء انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به, فخيف على الأطفال لرقتَّهِم وضعفهم وعدم الكمال في ادراكهم وتوخي الحذر من الضرر. لا يفتح باباً مغلقاً؛ مُغلقاً بذكر الله تعالى, فإنَّ الذكر هو الحصن الآمن الحاجز بين الذاكر والشيطان, ومعنى أوكئوا قربكم؛ أي سُدُّوا أفواهها بنحو ربطٍ بخيط وما شابه ذلك؛ ومعنى خمِّروا؛ أي غطوا. وأطفئوا مصابيحكم؛ أي أَذْهِبُوا نورها, والمراد إذا لم تضطروا إليه لنحو مرض أو برد. واذكروا اسم الله؛ عليها وعلى غيرها فإنَّ الذكر سُور عظيم وحجاب منيع يمنعان الشيطان تحقيق مراده, ويدفعان الوباء والحشرات والهوام بإذن الله تعالى, ثم الأَولى من الصِّيَغِ الواردة في السُّنة المباركة؛ (بسم الله الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولافي السماء وهو السميعُ العليم) قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: في الحديث جُمَلٌ مِن أنواع الخير وآدابٍ جامعة جِماعُها تسميةُ الله تعالى في كلِّ فعل وحركةٍ وسكون لتصل السلامة من آفات الدارين. هذا؛ والحكمة من ربط الذكر بالفعل هي التوجيه للعمل بالأسباب تطبيقاً لأحكام الشرع, وبياناً أنها تفعل بذكر الله تعالى عليها لابذاتها.