مميز
EN عربي

الفتوى رقم #50978

التاريخ: 07/10/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

الدعاء بحسب معاني آيات القرآن .. والرقية الشرعية

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم شيخنا الفاضل محمد الفحام ماكيفية الدعاء عند مرور اية رحمه والاستعاذة عند قراءة اية عذاب في الصلاة؟ كما ورد بالحديث بما معناه ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان كل ما مر بايه رحمه طلب الرحمه وكل مامر بايه عذاب استعاذ بالله وهل اذا كانت صلاه جماعه فالقارئ والمقتدي يدعوان ام فقط القارئ؟ وهل ذلك بالفرض والنفل ام ماذا ؟ سؤال اخر عن وقت صلاة الركعتان بعد الفجر التي تعدل عمرة وحجة هل وقتها بعد شروق الشمس مباشرة ام بعد بعشر دقايق او تلت ساعه ؟ وشيء اخر انا مصابة بالعين ادى ذلك الى الام كبيره في ظهري وارجلي ولم استفيد كثيرا على الدوا ببالي ان اذهب لقارئ يقرأ علي فهل الافضل ان اذهب ام لا اذهب حتى ادخل في حديث لايسترقون ولا يرقون ام ان هذا الحديث معناه شيء اخر مع العلم اني احافظ ولله الحمد على الاذكار وسورة البقرة قدر المستطاع وبعض الاوراد الواردة في العين والسحر وهل يجوز لي ان ءأخذ سعر الدواء من جيب والدي دون علمه في حال لم يشتري لي الدوا او اعطاني دواء منتهي الصلاحية او في حال كان يصعب ان اعلمه بمرضي لتفادي مشاكل اكبر في حال علم بذلك ادعو لي بالعفو والعافية وبالهدايه والثبات على الحق وجزاكم الله خيرا ويسر لي الاقامة بربوع بلادي الحبيبة سوريا واهلها الطيبين

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, أوَّلاً؛ يجوزُ أن نسأل اللهَ تعالى الرحمة عند كل آية رحمة يتلوها المنفرد أو الإمام أو المقتدي يسمعُها من الإمام لكنْ عند الأحناف ينحصر بقيام الليل والتهجُّد ويكره عندهم الدعاء في القيام في باقي الصلوات وتَشْـتدُّ الكراهة على المقتدي لوجوب الاستماع والإنصات في القيام خلفَ الإمام لأنَّ محلَّ الدعاءِ عندهم في السجود وآخرَ الصلوات ودبرَ الصلوات الإبراهيمية. ثانياً؛ يبدأ الوقت المكروه صباحاً ببَدء شروقِ الشمس إلى ارتفاعها قدرَ رمح أو رمحين, أي؛ إلى بدء سطوعها بحيث تعجز العين الباصرة عن النظر إلى قُرصها, وقدَّرَ فُقهاؤنا المعاصرون المدة بالدقائق عشرين دقيقة تقريباً إلى ثلاثين احتياطاً. ثالثاً؛ لاشك في انتفاعنا بإذن الله تعالى من دعاء الصالحين غيرَ أنَّ الواجب عليك هو البعدُ كلَّ البعد عن الأدعياء والدجَّالين وأهل النصب على عباد الله بمسمى الرقية في تبطين مراد العمل بالسحر لسلب الأموال, وربما غيرها من أمور خسيسة يعِفُّ اللسان عن ذكرها فإياك وإياهم. أقول: وقد كثر هؤلاء في هذا الزمان وتوسَّعت دائرةُ خطرهم فحذاري من التوجه إليهم, وحذاري من تصدقيهم وهم يبادرون الشخص بأقوالهم المعهودة "أنت مسحور, وفلان مربوط, والثالث محصور بكذا.." الخ بل يجب مع البُعد عنهم أو التأثر بهم التحذير من دجَلِهم فذلك من النصح لكل مسلم وهو واجب شرعي. أما الرقية الشرعية فهي وسيلةٌ منهجية سنَّها لنا رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم وكان يَسْتَهِلَّ بها مع كلِّ عيادة نبوية شريفة للمريض كمثل قوله: (لابأس طهور إن شاء الله) هذا؛ ومشروعيةُ الرقية من العبد المريض ومن المؤمن لأخيه المؤمن واردةٌ كقوله صلى الله عليه وسلم:(بسم الله أرقيك من داء يؤذيك ومن شر حاسد إذا حسد بسم الله أرقيك) وكقوله صلى الله عليه وسلم: (أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك) سبعاً, وكقوله صلى الله عليه وسلم معلماً وموجِّهاً: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شرِّ ما أَجِدُ وأحاذر) سبعاً, وكقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم رب الناس أذهبِ الباس اشفِ أنت الشافي لا شفاءَ إلا شفاؤك شفاءً لا يغادرُ سقماً) ثلاثاً, يضاف إلى ذلك تلاوة القرآن بختمات متتابعة مع الحرص على دعاء الختم ففيه دعوة مستجابة, إضافة لكثرة الذكر فإنَّ في تلاوة القرآن مع ذكر الله تعالى جلاءً للقلوب ونجاةً من الضرر وتفريجاً للكروب وفي الحديث الشريف: (إن القلوب لتصدأُ كما يصدأُ الحديد وجلاؤها ذكر الله وتلاوة القرآن) أضف إليه الاستغفار ففي حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كلِّ هَمٍّ فرجاً ومن كلِّ ضيقٍ مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) أما سؤالكِ عن قوله صلى الله عليه وسلم في حديث التوكل: (.. الذين لا يرقون ولا يسترقون..) فأوفى ما قيل عن أهل العلم ما نقله الحافظ العيني في عمدة القاري عن الحافظ ابن الأثير رحمه الله تعالى قال: وقد جاء في بعض الأحاديث جوازُ الرقية, وفي بعضها النهيُ, والأحاديثُ في القسمين كثيرةٌ وَوَجْهُ الجمعِ بينهما أنَّ الرقى يكره منها ما كان بغير اللسان العربي, وبغير أسماء الله سبحانه تعالى وصفاته وكلامه, وأنْ يعتقد أنَّ الرُّقية نافعة لامحالة فيتّكل عليها, وإياها أراد بقوله عليه الصلاة والسلام: (ما توكل من استرقى) ولا يكره منها ما كان بخلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن وأسماء الله والرقى المروية ..الخ كلامه وانظر لأوسع من ذلك المصدر المذكور12/244 وعن عبد العزيز قال: دخلتُ أنا وثابت على أنس بن مالك, فقال ثابت _أي لسيدنا أنس_ يا أبا حمزة؛ اشتكيتُ, فقال أنس: ألا أرقيك برُقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى, قال: (اللهم رب الناس ..الخ) وفي مسلم قال صلى الله عليه وسلم: (اعرضوا علي رقاكم, لابأس بالرقى مالم يكن فيه شرك) يعلم مما تقدم أنَّ المرادَ بالنَّهي عن اللجوء إلى الرقى هو الاعتماد على الله لا على السبب لا الترك, وكذا المرادُ المطلق الرضا بنتائج القدر لأن ما يَبْرُزُ بعد العمل بالأسباب هو المراد الإلهي الذي يكمُن في طيَّاتِه الحكمة, وفي كتاب فقه السيرة لسيدي الشهيد السعيد قوله رحمه الله تعالى: "وقد نقل النووي والحافظ ابن حجر وغيرهما الإجماع على مشروعية الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط؛ 1_ أن يكون بكلام الله سبحانه أو بأسمائه وصفاته 2_ أن يكون باللسان العربي أو بما يُعرف معناه من غيره 3_ أن يعتقد أنَّ الرقية لا تؤثر بذاتها, بل بذاتِ الله تعالى أما سؤالكِ عن أخذ ثمن الدواء دون علم والدك وهو صاحب المال, فالواجب؛ إنْ كان يمنعُكِ النفقة الأصلية المفروضة عليه وكنتِ بحاجة إليه حقيقةً وبإشارة طبيب مسلم ناصح أمين جازَ بقدر تلك الحاجة, وأما إذا زاد على الحاجة فغير جائز. ختاماً؛ أسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك من كلِّ بلاء وشر ويثبتك بقوله الثابت, وأنْ يردَّكِ إلى البلادِ سالمة غانمة معافاة من كل سوء آمين يا رب العالمين مع الرجاء بصالح الدعوات