الفتوى رقم #5001
ضوابط الأمر الإلهي في لباس المرأة
السؤال
السلام عليكم هل اللباس الساتر كالفستان الواسع او البنطال مع الجاكيت إلى اسفل الركبة يغني عن المانطو حيث اني لا أعلم ان كان لباس البانطو عادة شامية ام هو فرض على المرأة المسلمة مع الشكر
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعدُ أختي الكريمة, فإنَّ الحكم متعلقٌ بضوابط الأمر الإلهي وفَهْمِ مفردات بيانه معاً, وذلك في بيانِ اللهِ تعالى القائلِ في سورةِ الأحزاب: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) الأحزاب/59 وبيانه تعالى: (ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ) النور/31
فأما آيةُ الأحزاب فيدرَكُ المطلبُ منها بِفَهْمِ معنى الإِدْناءِ والجِلْبابِ, فالإِدْناءُ هو إسْدالُ الثوبِ إرخاؤُه, وأَصلُ الإدناءِ التقريبُ يقال للمرأة إذا زلَّ الثوبُ عن وجهها أَدْنِي ثوبَك على وجهكِ وأما الجِلْبابُ؛ فهو الثوبُ الذي يَسْتُرُ جميعَ البدن, وقيل هو إزار يُلْتَحَفُ به, وقيل هو الْمِلْحَفَة وكلُّ ما يُغَطِّي سائرَ البدن, وهو ثوبٌ أوسعُ من الخمار وقيل غيرُ ذلك
وأما آية النور, فيدرَكُ المطلب منها بِفَهْمِ معنى ضَرْبِ الخِمار؛ وهو أنْ يُسْدِلْنَ ويُرْخِينَ أَغْطِيَةَ الرؤوسِ على أعلى أجزاءِ الصَّدْرِ لِسَتْرِ الشَّعْرِ والعُنقِ والصدر, والخُمُر جَمعُ خمار وهو ما تُغَطِّي به المرأةُ رأسَها, والجيوبُ جمع جَيْبٍ وهو فَتْحَةٌ في أَعلى الثوب يبدو منها بعضُ النَّحْر لذا أُمِرَتْ بالخِمار, وأما الكيفية فقد اختلف في صورتها العلماء مع الاتفاق على جوهرها والذي هو الأساس مَطْلباً أي: في ستر أكثر الوجه وأنْ يكون ثوبُها فَضْفاضاً لا يُجَسِّدُ شيئاً مِنْ جِسْمِها بحالٍ وبأيِّ حركَةٍ في إِقْبالها وإدبارها مع بُعْدِها عن أيِّ لَوْنٍ برَّاق يَجْذِبُ الرَّائين إِعجاباً بما يَرِوْنَ, والذي منه الألوانُ الزاهية التي تَخْطَفُ الأَبصارَ, وتَشْغَلُ القلوبَ وتَفْتِنُ الناظِرَ, وأقول هنا أختي الكريمة: إنَّه كثيراً ما يُعْرَضُ السؤالُ عما يُسَمَّى بالبِنطال والجاكيت اسْتِخْلاصاً لفتوى على هوىً مرادٍ في نفسِ المستفتية وجوابي لِمَن لا يَعْلَمُ قصدَها إلا علَّامُ الغيوب أنْ تَتَّقِيَ اللهَ تعالى في تطبيقِ شرعِهِ فإنَّ هوى النَّفْسِ مطلبٌ آنيٌّ يزولُ بزوالِ العادةِ المرتبطة بما يُسَمَّى موضة العصر, ثم تحملُ وزره إلى يوم الحساب إلا أنْ تعودَ إلى القصدِ السليم في معرفةِ حكم الله تعالى فيما تستفتي فتلتزمَ به تقرباً إليه سبحانه لا إرضاءً لشخصٍ أو نفسٍ أو هوى.
في الختام؛ أَنْصَحُ بقراءةِ كتاب إلى كل فتاة تؤمن بالله في سلسلة [أبحاث في القمة] لسيدي الإمام الشهيد السعيد الدكتور البوطي عليه الرحمة والرضوان ففيه تفصيل جليلٌ للصورة الشرعية لخمار المرأة وجلبابها بما لا زيادة لِمُسْتَزيد. والله الموفق