مميز
EN عربي

الفتوى رقم #47027

التاريخ: 17/06/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

أهمية الذكر بلا إله إلا الله .. لكن الطمع برحمة الله من باب الافتقار

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ارجو منكم افادتي هل لهذا أصل من قال لااله الا الله 70 ألف مرة كانت له فداء من النار ودخل الجنة؟

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ لم يَرِدِ الحديث هكذا بكامل نصِّه, ولكنْ لمعناه وبعضِ ألفاظه أصلاً وشواهد؛ أما المعنى فيكفينا قولُه تعالى في الأحزاب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا) وفي الجمعة على الرغم من أنهم كانوا في عبادة جليلة فقد ندبهم إلى ذلك كي لا تَسْتَحْوِذْ عليهمُ الغفلةُ بالخروج من الحال الأعلى إلى الحال الأدنى قال سبحانه: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وأما الألفاظ فكثيرةٌ غزيرة, منها؛ قولُه عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الحاكم وصحَّحه وأقره الذهبي: (من قال لا إله إلا اله دخل الجنة _ أو وجبت له الجنة _) ومنها؛ قولُه صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي بسند حسن: (ما قال عبدٌ لا إله إلا الله قطُّ مخلصاً إلا فُتحت له أبواب السماء حتى يُفضي إلى العرش ما اجتُنبت الكبائر) وتأمَّل معي كلمة قط مخلصاً والمعنى من ورودها لتدرك روعة التأكيد بالبلاغة النبوية. ومنها؛ قولُه صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البزار بسند صحيح: (من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه). ومنها؛ قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أحمد والطبراني: (جددوا إيمانكم) قيل: يا رسول الله؛ وكيف نجدِّد إيماننا؟ قال: (أكثروا من قول لا إله إلا الله). ومنها قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرطهما وروياه _أي البخاري ومسلم_ بنحوه: (إني لأعلم كلمةً لا يقولها عبدٌ حقاً من قلبه فيموت على ذلك إلا حرم على النار؛ لا إله إلا الله). قلت هي شواهد جليَّةٌ وجليلة على فضل لا إله إلا الله وفضل الإكثار من ذكر الله بها صيغةً خصَّها الحبيب صلى الله عليه وسلم لجوهر معناها وبُعْدِ مراميها تُنجي من النيران وتدخل الجنان وتُعَرِّفُ على الحنَّان المنَّان وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله) وهل ذلك الضمان بموعود مَن لا ينطق عن الهوى سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام إلا عتقٌ للرقبة من النار؟؟ من جانب آخر صحيح أن ميزان العلم هو القاعدة الأساس في معرفة الدليل روايةً ودرايةً ولكن هل من موازين العلم إلغاءُ المعنى إذا وُزِنَ دليله في ذلك الميزان كلامٌ لا يدري زنته وقيمتَه إلا أهلُ الاختصاص. ختاماً؛ سؤالٌ يفرض نفسه تُرى هل يجوز الطمعُ برحمة الله وسؤالُه سبحانه العتقَ من النار بكثرة ذكره وهو الغفار؟ الجواب برسم كلِّ من ذاق طعم الافتقار بين يدي الجبار. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) مع رجاء صالح الدعوات