مميز
EN عربي

الفتوى رقم #46604

التاريخ: 28/05/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

موظف يسأل عن ضوابط الخلوة المحرمة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعمل موظف في مكتب فيه موظفات ويصدف أحيانا أن لا يكون في المكتب إلا أنا وموظفة والمكتب مغلق "باب خارجي" مع العلم أنه يمكن دخول المكتب بأي لحظة من قبل موظفين أخر أو من صاحب العمل هل تعتبر هذه الحالة بمثابة خلوة محرمة وفي حال كان بها شبهة هل علي الخروج من المكتب درءا للشبهة أفيدوني جزاكم الله كل خير

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فأقول أخا الإيمان؛ زادك الله تعالى حرصاً, وأعانك على حفظ نفسك بتطبيق حُكمه والمحافظةِ على حُرمة شرعِه مع العفو والعافية. لنعلمْ أنَّ النهيَ عن الخَلوة بكل أشكالِها إنما حكمته درءُ مفسدة طمع الشيطان بالإفتان والإغراء بين الجنسين لأنَّ المنطلقَ عنده فتحُ باب التعلُّق بالتزيين الواهم والتحسين الزائف لتقويةِ العلاقة بينهما من أجل عدم الرجوع, أو التفكير بالبحث عن مخرج سليم عبر إغلاقِ الباب في واقع الاستغراق في غياهب أتون ظلماتِ الفتنة القاتمة. لذا كان من الحكمة الحازمة محاربةُ الشيطان بِرَدِّ سلاحِه عليه من خلال حِصن الشرع السامي الآمن. ثم إنَّ مكان اجتماع الجنسين لا يُعَدُّ خلوة إلا إذا أُغلق عليهما الباب ولم يكن معهما ذو رحم محرم, فإذا ذهبتْ عِلةُ الخلوة كان الأمرُ ضمن المباح مع شرط الاحتراز من أي مخالفة كالمصافحة والممازحة إنْ كانت شابةً لاسيما المتعطرة فالحكم معروف. في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسلم: (ألا لايخلُونَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) الترمذي فاحرص على قَطعِ طمع الشيطان بإبقاء الباب مفتوحاً كسبيلٍ دائم للمراجعين والداخلين, واقصر الحوار على العمل مع غَضِّ البصر ما أمكن, وتذكَّر أنَّ كلَّ تلك المذكِّرات إنما هي محترزات عن الاسترسال في مهاوي تلك المطامع أعاذنا الله, وكلنا يحفظ قوله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) لأن غض البصر مقدمة لنتيجة حميدة, وعدمه لنتيجة وبيلة عافانا الله تعالى, ويقول عليه الصلاة والسلام: (لأنْ يُطْعَنَ في رأس أحدُكم بمِخْيَطٍ من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) نعم؛ كلُّ ما ذكرنا من مقاطع المحرمات تلك وهو مرتبط بعضها ببعض وكلُّ واحدة سبيل للأخرى سلبا وإيجاباً, فأعِذْ نفسَك أعاذك اللهُ وحماك. مع الرجاء بصالح الدعوات