مميز
EN عربي

الفتوى رقم #46596

التاريخ: 20/05/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

حول بدعة منكرة من أدعياء للتصوف

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله يا فضيلة الشيخ. ما حكم صﻻة يصليها شخص تحية لشيخ الطريقة؟ و هو يقيمها لله و لكن مع ذلك تحية للشيخ. (نويت أن أصلى الصﻻة تحية للشيخ فﻻن لله تعالى لله اكبر) ما حكمها؟ و هل أصل لها؟ و هل هنا محل القياس على تحية المسجد؟ الذين يقيمونها يقيسونها على تحية المسجد. تحية المسجد فى زعمهم تقيم للأحجار (جدران المسجد أو بناءه من الحجر ) و يقولون " لمذا لا يجوز قيامها تحية لولى من أولياء لله" و يستدلون بأن الشيخ فﻻن كان يصليها هكذا و كان يقيسها على تحية المسجد. و هل قيامها فى تلك الحالة (النية)يخرج عن الملة؟ أرجو من فضيلتك جوابا واضحا وافيا كافيا.

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخانا العزيز جعلني الله عند حسن ظنِّ عباده كما أسأله تعالى أنْ يتوِّج أعمالنا بالقبول, وبعد؛ فالتحية التي ذكرت إنما هي ابتداع من بعض الأدعياء، ولا صلةَ لها بقواعد الطريق إلى الله تعالى، بل إنَّ العلاقة مع الشيخ إنما هي علاقة الدلالة على الله، وأنَّ الشيخ المربي إنما هو ذاك الرباني العابد الذي ينطلق مع أتباعه منطلق التوضيح لمسار التوحيد الخالص الْمُزكِي للقلب والمجلِّي لمقام العبودية الخالصة لله، العبودية الخالية من ظلمات الشرك الخفيِّ والعمل بمقتضاه فضلاً عن الشرك الجلي ذلك أنَّ التزكية السليمة أساس للتعرف فلا معرفة وباطنُ الإثم في القلب قائم, ولا وصولَ إلى الله مع الانشغال في عبادته بسواه، وعليه؛ فالقياسُ المذكور باطل لأنَّ مفهوم تحية المسجد عند الفقهاء _على حذف مضاف_ والتقدير تحية رب المسجد فليس المسجدُ بيت الله على اعتبار الحجارة بل بجعل البنيان بيتاً للمعبودِ الديان لا للإنسان وبذلك نالَ قدسية المكان, فإذا أردنا تحية الشيخ فلنا التحيةُ المشروعة لكل مسلم تحية الإسلام وكذا المصافحة ويُزاد عليها أدبُ الصحبة مع حفظ حقه وحرمته في غَيْبَتِه بالوفاء, وعدم غِيبته, والاعتراف بفضله. وأما حكم فاعلها أقول: إنْ كان القصد عبادةَ الشيخ _ولا أعتقد ذلك_ فهو كفر يُخرج عن الملة وإلا فهو جهل يحتاج صاحبُه للرجوع إلى الله بالتوبة والتعلُّم, ثم إنَّ اللوم الأكبر على الشيخ حتى وإنْ لم يعلمِ الحكم فإن كان كذلك فقد دلَّ به على جهله, وعليه؛ فلا يصلح أنْ يكون مربياً, أو دالاً على الله وتلك مصيبة, وإنْ كان يعلمُ الحكمَ الشرعي ولم ينهَ عن مثل هذا الإثم فالمصيبة أعظم.