مميز
EN عربي

الفتوى رقم #45124

التاريخ: 03/04/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

لا استطيع التخلي عن هذه العادة فما الحل

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ادمنت على العادة السرية واشاهد بعض الصور الساقطة فارجو المساعدة ولا حياء في الدين ووفقكم الله الى كل خير

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد؛ أخي الكريم فإني لأرجو المولى سبحانه أنْ يعافيَك من كلِّ بلاء، ويمتِّعك بتمامِ العافيةِ مع قوة الإرادة على متن المراقبة الإلهية في السرِّ والعَلَنِ آمين. أقول أخي الطيِّب: إنَّ البلاءَ الذي ذكرتَه كثيراً ما يعرض من بعض الشباب على تفاوت هِمَمِهِم لكنْ أحمدُ اللهَ أنَّ الكثيرَ منهم قد عافاهُم اللهُ تعالى ببركة الالتزام والانتظام بما سأعرِضُه عليك سائلاً المولى القدير أنْ يوفِّقَك ويسدِّدَ خُطاك ويهديَك سبيلَ الرشاد ويُعيذَك مِن مَزالِق المخالفات ويجعلَك ممَّن يستمعون القول فيتَّبعون أَحْسَنَهُ. أولا؛ مراقبةُ الحق سبحانه لحظاتِ الوسواس والتحريك الشيطاني أنَّ على المؤمن الاستحياءَ ممَّن لا يغفُلُ ولا ينامُ وأنَّ كشفَ العوراتِ محظورٌ ولو في الخلوة إلا لضرورة شرعية (فالله أحقُّ أن يُستحيا منه)، والشاعر يقول: إذا ما خلوتَ الدهرَ يوماً فلا تقل خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب ثانياً؛ أنَّ التَّعَدِّيَ في حكم من أحكامِ اللهِ هلاكٌ لقوله سبحانه: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ). والفعل الذي ذكرتَ من هذا النوع. ثالثاً؛ الإكثارُ من ذكر الله تعالى مع تلاوة القرآن الكريم كوِردٍ دائمٍ لقوله صلى الله عليه وسلم:(لا يزال لسانك رطباً بذكر الله). ولأنه ثبتَ بالدليل والبرهان والشهود والعيان أنه ما من عبادة تُعينُ على الاستقامة وتُحَقِّقُ السلامة وتطفئ نارَ الشهوة _بعد الفريضة_ كذكر الله تعالى ذلك أنه نورٌ شاملٌ يُطْفِئُ هيجانَ الشهوة ويبدِّدُ ظلماتِ الغفلة وفي الحديث الشريف:(إنَّ القلوبَ لتصدأُ كما يَصْدأُ الحديدُ وجِلاؤها ذكرُ الله وتلاوةُ القرآن) رابعاً؛ البقاءُ على أكمل الطهارتين ما أمكن, فالوضوءُ سلاحُ المؤمن, وكلما توضأت اشفعْ وضوءَك بركعتي توبةٍ ثم اقرنها بدعاء قضاء الحاجة ( لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريم, سبحان الله رب العرش العظيم, الحمد لله رب العالمين, أسألكَ موجباتِ رحمتِك, وعزائمَ مغفرتِك, والعصمةِ من كلِّ ذنبٍ, والغنيمةَ من كلِّ برٍّ, والسلامةَ من كلِّ إثمٍ, لاتدعْ لي ذنباً إلا غفرتَه ولا هماً إلا فرَّجتَه, ولا حاجةً فيها لك رضاً إلا قضيتَها يا أرحم الراحمين) ثم اطلب من ربك ما تشاء فإنه حال مظنة الإجابة بإذن الله تعالى, ثم أضف إليه دعاء التوسل متوجهاً إلى الله تعالى بأحبِّ خلقه إليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمدُ إني توجهت بك إلى أن يقضي حاجتي _وتسمي حاجتك_ اللهم فشفعه فيَّ وشفعني في نفسي) ثم استغفر الله تعالى تجد الله غفراً لذنوبك رحيماً بك بل وأرحم من نفسك لنفسك, وخذ هذه البشارة النبوية عنه صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له), ثم تلا هذه الآية الكريمة: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) خامساً؛ البعد عن المثيرات والمهيِّجات البصرية مستحضراً توجيه الحبيب المصطفى؛ (ما من مسلم ينظرُ إلى محاسنِ امرأة _أي النظرة العابرة الأولى_ ثم يغضُّ بصرَه إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتَها في قلبه) سادساً؛ البعدُ عن الأغذية الحارة ما أمكن فإنها مثيرة بشكل كبير. سابعاً؛ شَغْلُ النفس بالأعمال المفيدة, وملءُ الفراغِ ما أمكن لأنه من أخطرِ المفاسد وكما يقول الشاعر: إنَّ الفراغَ والمِراءَ والجِدة مَفْسَدَةٌ للمرءِ أيَّ مفسدة فإجهاد النفس بالأعمال النافعة مدعاةٌ لحياة في الجسم طبيعية, ومجلبةٌ لإثراء العقل بالفكر النافع, ومدخلُ إثمارٍ للعمل الصالح. ثامناً؛ صحبةُ الصالحين, فالصاحبُ ساحب, والحال منه يسري في المصاحب, لذا فاحرص على أن لا تصاحب إلا أهل الإيمان عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمناً, ولا يأكل طعامك إلا تقي) تاسعاً؛ التحصن دائماً بهذه الصيغة النبوية (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) مع النفث ثلاثاً من اليسار إلى غير جهة القبلة, فإنها طاردة للشيطان وأعوانِه, قال تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) عاشراً؛ المسارعةُ إلى التوبة بشروطها عند المخالفة لاسيما المذكورة, والشروط؛ "الإقلاعُ عن الذنب, والندمُ, وعقدُ العزمِ على عدمِ العَوْدِ". حادي عشر؛ عدمُ اليأس من رحمة الله تعالى فإنه واسعُ المغفرة, وهو أرحمُ الراحمين, ويحبُّ التوابين ويحبُّ المتطهرين سبحانه. ثاني عشر؛ طلبُ الدعاء من الصالحين الربانيين فإنهم ذووا خصوصيَّة عند مولاهم القائل في الحديث القدسي: (أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي). ثالث عشر؛ حضورُ مجالس العلم والذكر ما أمكن فإنَّ يدَ الله مع الجماعة, والشيطانُ من جماعة أهل الإيمان أَبْعَدُ, وكما ورد في الصحيح: (هُمُ القومُ لا يَشْقَى بهم جليسُهم) رابع عشر؛ مؤاخاةُ أخٍ صالحٍ يذكِّرُك بالله كلما غَفَلْتَ, ويَسْتَنْهِضُ هِمَّتَكَ, أخاً تجدُ قلبَك بصحبتِه ورِفْقَتِه, فالأخُ لأخيه كاليدين تغسل إحداهما الأخرى. خامس عشر؛ الزواجُ من امرأةٍ صالحةٍ تُعينُكَ وتُحَصِّنُك, وتَسُرَّكَ إذا نظرتَ إليها, فهو البديلُ الحاسم, هذا وإني لأرجو الله تعالى بِحُرْمَةِ حبيبه الأكرم صلى الله عليه وسلم أنْ يُهَيأَ لك أسبابَ التحصين عاجلاً غير آجل مع تمام العافية. كما أسأله سبحانه أنْ يمتعك بالإرادة الإيمانية الحاجبة عن معصيته, والموفية إياكَ ثمراتِ الرضى والسرور بطاعته الهادية فهو الرحيم الحليم الغفور. ختاماً؛ لا تنسني من دعوة صالحة في ظهر الغيب جزاك الله خيراً.