سؤر المؤمن شفاء

هل مقولة ثغر المؤمن للمؤمن شفاء هو حديث صحيح أم لا ولكم جزيل الشكر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله معلم الناس الخير, وبعد؛ فالعبارة التي ذكرتَ مغلوطةٌ, والمشهور على الألسنة (سؤر المؤمن شفاء) ليس بحديث لكنَّ معناه صحيحٌ, وفي كشف الخفا للإمام العجلوني؛ قال النجم: ليس بحديث نعم؛ رواه الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس بلفظ؛ (من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه) وفي موضع آخر من كشف الخفا أيضاً؛ (ريق المؤمن شفاء) قال: ليس بحديث لكن معناه صحيح, ففي الصحيحين؛ (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى إنسان شيئاً إليه أو كان به قرحة, أو جرح قال بأصبعه سبابته بالأرض ثم رفعها لهم, وقال: بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا) ومن لطائف الشواهد في الباب ما رواه الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بشراب, فشرب, وعن يمينه غلام, وعن يساره الأشياخ, فقال للغلام: (أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟) فقال الغلام: والله لا أوثرُ بنصيبي منك أحداً, فتلَّه _أعطاه_ رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده, _أي فشرب الغلام_ وهو سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. فعل ذلك حرصاً على التبرك بسؤر الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم لأن سؤر المؤمن شفاء فكيف بسيد المؤمنين والخلق أجمعين. والفقهاء على أنه يتبرك بسؤر أخيه المسلم لاسيما سؤرُ الكبار وأهلُ الفضل من صالحي هذه الأمة, والسؤرُ هي البقية والفضلة من أثر فَمِ الشارب, يقال: إذا شربت فأَسْئِرْ أي أَبقِ شيئاً من الشراب في قعر الإناء. مع الرجاء بصالح الدعاء.