مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44637

التاريخ: 18/02/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

قراءة سورة الإخلاص لروح الميت

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ما حكم ما يقرأ في مجالس العزاء من سورة الإخلاص بعدد معين وهبته لروح الميت وجزاكم الله خيراً أرجو أن يجيبني فضيلة الشيخ محمد الفحام حفظه الل

الجواب

عليك السلام ورحمة الله وبركاته؛ الدافعُ لقراءة الصمديَّة لاسيما عند أهل الشام هو الطَّمعُ بالأجر والثواب هبةً من الربِّ التواب إلى روح المتوفى وذلك بالإكثار من تلاوة سورة الإخلاص لما ورد من عظيم الأجر بتكرارها في الصحاح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم, والتي منها قوله صلى الله عليه وسلم _فيما أخرجه البخاري_ لأصحابه: (أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن في ليلة؟) فشقَّ ذلك عليهم, وقالوا: أيُّنا يُطِيقُ ذلك يارسول الله؛ فقال: (قل هو الله أحد الله الصمد تعدل ثلث القرآن) وفي رواية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ (قل هو الله أحد) يُردِّدُّها, فلمَّا أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأنَّ الرجلَ يتقالُّها, فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن) ومما وردَ مِن البِشارات للمُكثر من تلاوتها ما أخرجه مسلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية, فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم, فيختِم بقل هو الله أحد, فلما رجعوا ذُكِرَ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (سلوه لأي شيء يصنع ذلك) فسألوه, فقال: لأنها صفةُ الرحمن, فأنا أحبُّ أنْ أقرأ بها, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخبروه أن الله يحبُّه) من هنا استحسَنوا قراءتَها في مجلس العزاء لاسيما مجالس النساء سَداً لباب اللغط والكلام المباح الذي اعتاده النساء وفي مجلسٍ ينبغي الخروجُ منه بالعِظة والعِبْرَة ثم هبة ثواب ما قُرِئ للميت بالدعاء. هذا؛ وبالنظر والتأمُّل لدى كلِّ مُتَبَصِّرٍ أنَّ الأمرَ لا يَعْدُو تعزيةَ المصاب وهي من السنة لما ورد في الحديث الشريف: (من عزَّى مصاباً فله مثل أجره), وتلاوةَ القرآن وهي عبادةٌ جليلة, والدعاء للميت وللمصابين وهو عملٌ مبرور. ناهيك عما يُغادِرُ المعزِّي المجلسَ عن جبر الخاطر بذلك, ففيه ما فيه من إدخال السرور بالتخفيف عن المصابين. وهنا لطيفةٌ تُذكر هو أنَّ المحفوظ لدى الجميع: أنه (لاتعزية بعد ثلاث) لذلك استحسن الناسُ هذه الطريقةَ لكثرةِ المعزِّين وضيقِ الوقت تحقيقاً لذلك الهدفِ السامي المشروع من أداء واجبِ التعزية, وهبة ثوابِ تلاوة القرآن على ما تيسَّر بمختار ما سبق, تدخل المعزِّية فتجلسُ وقتاً يسيراً بقدر قراءة الإخلاص ثلاثاً موهِبةً ثوابها إلى الميت, ثم تغادر بدعاء التعزية "عظم الله أجركم وأحسنَ عزاءكم ورحم ميتكم" والله من وراء القصد فنسألُه فَهْمَ مقاصد شريعته ونَيْلَ عطائه من واسع فضله آمين