مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44311

التاريخ: 25/01/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

عملي تسبب في ابتعادي عن الله

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ارجوكم لاتهملوا سؤالي أريد ان أسألكم اني كنت متوجه إلى الله بالحب وإلى تعلم الدين (علم السلوك والتزكيه وفقه السيره النبويه )ولكن منذ فترة إضررت إلى العمل فابتعدت عن دراسه الدين بسبب الظروف وحتى أصبحت أعاني أني ابتعدت عن الله تعالى فتذكرت حكمه ابن عطاء الله السكندري (مِنْ عَلاماتِ إقامَةِ الحق لَكَ في الشَّيْءِ إدامته إياك فيهِ مَعَ حصول النَتائِجِ.) فأرجوكم أجيبوني هل أبقى في العمل أم أترك .وجزاكم الله خير

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختَنا الكريمة؛ قد يُبْتَلَى العبدُ ببلاء قَهْريٍّ قسري فيجدُ نفسُه في مَعْمَعَةِ ضرورةِ التفاعل بما ابتُلِيَ مع وجود الرغبةِ بالبُعد عنه, وهنا يوضَعُ المقدورُ في ميزان الشرع للتعامل معه على نظام الحِرْزِ والتحصُّن فإنْ كان ما ابتُليَ به باباً من قضاء الحاجات للغير لا سيما إنْ كان هذا الغيرُ لَصيقاً به كالوالدين والأرحام فهو عملٌ يرضي الله ولا حرج، بل إنَّ صاحبَها يوصَّف بأنه في حاجة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من تطبيق أمْرٍ من أوامره سبحانه، وعليه؛ فإنْ كان حقاً ما تقولينَه من أنَّ والديْك بحاجةٍ لقُوتِكِ المادي لا سيما في هذه الأزمة فأنتِ في محراب عبادَتَيْنِ؛ قضاءِ حاجتِهما, وبرِّهما, فأَنْعِمْ به مِن عمل, وبهذا لا تُضَرِّينَ في بعض التقصير في ما ذكرتِ من عبادة _فإنه لا يُمْكِنُ تحصيلُ شيءٍ إلا على حساب غيره_ اللهم إلا إذا كان في ما افترضَه اللهُ عليك فعندها تقعُ الحُرْمَهُ ويحصُل الإثم. تذكَّري أختي الكريمة؛ أنَّ بصيرةَ العبد في الانجذاب إلى حضرة الربِّ تَتَأَتَّى حيث ما حلَّ وارتحلَ ما صَفَتْ منه سريرتُه، ولقد كان هذا حالَ الصحابةِ الكرام وهُمْ في مَطالب عيشهم الحياتية قلوبُهم في الإيمان وشهودِ تصرُّف الدَّيان في مُلكه راسخةٌ رسوخَ الجبال لذا وُصِّفُوا لدى أهل التحقيق والتراجم أنهم كانوا علماءَ حكماءَ فقهاءَ كادوا من فقههم أنْ يكونوا أنبياء. فضَعي عملَكِ على ميزانِ شرع الله الذي هو مَنْبَعُ حِكَمِ ابنِ عطاء رحمه الله وارجي اللهَ نتائجَ العملِ الموزونِ بشرعِه سبحانه مع رجاء السِّتر بالقبول، ولكن لا يفوتني أن أذكِّرَكِ بالحرص على أنْ لا يكونَ في عملك الذي تُزاولينَه ما يخالف الشرعَ مِن خَلوةٍ بأجنبي, أو اختلاطٍ مَشْبوه، واعلمي أنَّ نتائجَ العمل مرهونةٌ بسلامة طويَّة صاحبه وصفائه وأدبه بين يدي مقدور ربه سبحانه. أقول في الختام اطمئنِّي بالاً طالما أنَّ حكمَ الله مَصونٌ برعاية الخِدمة وإجلالِ التطبيق. وإني لأسألُ اللهَ تعالى أن يَرُدَّ عليكِ ضياءَ ما كنتِ عليه وزيادة, ويتحقَّق بكمالاتِ فضله إنه سميع مجيب وبالإجابة جدير مع الرجاء بصالح الدعاء.