مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44277

التاريخ: 25/01/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

من فوائد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيف أتحقق بجعل كل صلاتى لرسول الله صلى االه عليه و سلم لكى أكفى همى و يغفر ذنبى كما جاء فى الحديث الشريف؟ أى هل للتحقق بذلك يجب على ألا أدعو لنفسى؟

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد أخا الإيمان؛ اعلم أنه ليس في طيَّات الحديث النبوي الشريف المشار إليه نهيٌ عن دعاء المرء لنفسه أو حتى لغيره, ولم يكن بسؤال الصحابي هو الحكم المستفهم عنه, وإنما هي درجاتٌ في مِعراج مفاتيح الفرج أعلاها الانشغالُ بالصلاة على الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم, والمقصودُ بقوله أأجعل عليك صلاتي كلَّها أي أكثر الوقت "وللأكثر حكمُ الكل" ومعلومٌ أنَّ حاجةَ العبد الفطرية في الوقت لأمورٍ أخرى عادية ثابتة!؟ من جانبٍ آخر؛ أننا لو تأمَّلنا الصِّيَغ المباركة في الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم لوَجَدْنا الكثيرَ من الفوائد المثمرة الجليلة ودونك بعضاً منها؛ الأولى؛ أنك ب(اللهم) تقول يا ألله وهو دعاءٌ ورجاء الثانية؛ أنَّ في صلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم طلبا الزيادة من الله تعالى في رفع شأنه العظيم عليه الصلاة والسلام عند خالقه سبحانه. الثالثة؛ أنَّ ذلك الطلبَ امتيازٌ من الله تعالى للمُصَلِّي عليه صلى الله عليه وسلم, ومصدرُ استحقاقٍ لتُقابَل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه عبرَ ردِّ السلام وهو مضمونُ الإجابة لمرغوب المصلي عليه صلى الله عليه وسلم. الرابعة؛ أنَّ ذكرَ اسمِ المصلي عليه صلى الله عليه وسلم في مجلسه الأسنى هو رفعٌ لقدره وتشريفٌ له عند خالقه. الخامسة؛ أنَّ مَن يُذكَرُ عند الحبيب الأكرم عليه الصلاة والسلام بالثناء والدعاء لاشك مرعيٌّ وغيرُ منسيٍّ بإذن الله تعالى. السادسة؛ أنَّ حفظَ الاسم في ديوان مجلس الحبيب الأكرم صلى الله عليه وسلم هو حفظٌ لصاحبه وكرامة. السابعة؛ أنَّ في دوام الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دوامَ الصِّلَة بقلبه الشريف عليه الصلاة والسلام, وفي ذلك ما فيه من صلة النور الواصلة من الأعلى إلى الأدنى, ومعلومٌ أنَّ شرفَ التابع بشرفِ المتبوع, ونسبَه بنسبه. الثامنة؛ أنَّ تضمين الدعاء والطلب في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم داخلٌ ضمن الصيغة, فلا حرج, ولو تأمَّلت صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من المصادر كدلائل الخيرات للجزولي رحمه الله تعالى وغيرها لوجدْتَّ الساحةَ في ذلك رحبةً جداً. التاسعة؛ أن المصلِّي عليه صلى الله عليه وسلم دائمُ الرعاية والعناية بين حصنين آمنين نظرِ الله تعالى عليه لأنه يدعوه ب (اللهم) أي يا ألله, وهي جملةٌ تامةٌ مباركة, ونورِ الحبيب صلى الله عليه وسلم, وعنايتِه بالمصلي عليه, ويا سعادة مَن يحظى بمثل تلك العناية. فاللهم؛ صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً صلاةً تفتح لنا أبواب الرضى والتيسير وتُغلق بها أبوابَ الشرِّ والتعسير أنت مولانا فنِعْمَ المولى ونِعْمَ النصير. مع الرجاء بالدعاء.