مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44275

التاريخ: 25/01/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

صراحة المريد مع شيخه

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. هل يجب على المريد أن يصارح شيخه بالمعاصى التى يرتكبها سواءا كانت ظاهرة أو باطنة لكى يرشده على كيفية التخلص منها أم أن هذا يعتبر من قبيل معارضة الأمر بضرورة ستر المعاصى عن العباد خاصة و أن الله قد سترها؟

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أقول: ليس من اللوازم تلك المصارحةُ بل يكفيه عرضُ السَّلب بالإجمال لأجل التزكية. هذا هو الأصل, لكنه في الأمر نفسه مخيَّر وبِغَضِّ النظر عن كون المستنصَحِ شيخاً أو غيره, فإنَّ المنظورَ إليه في هذه المسألة إنما هو المناصحة التي هي الداء الناجع والناجح لكل مبتلى. هذا؛ وليس ما ذكرتَ داخلاً في النهي ذلك أن المنهيَّ عنه في طيَّات الدليل إنما هو أنْ يعصيَ العبدُ ربَّه ثم يصبح متبجِّحاً بما فعل فاضحاً نفسه دون اكتراث بسِتر الله تعالى فهو مِن الجرأة على الله تعالى, أما الاستنصاحُ فشأنٌ آخرُ مغايرٌ, ومع هذا فالمريد غير مُلْزَم, اللهم إلا إذا تاهَ وخيَّم عليه الجهلُ فغرق في غياهب ضلالاتِ أوهامه, وحماقاتِ جهالاته فعندها لابد من معرفة السبيل والدليل وصراطِه المستقيم , لذا فكثيراً ما يشعر المريد بمسيس الحاجة إلى من يُنْهِضُه حالُه في معرضِ فتورِ الهمَّة بسبب من تلك الأسباب, وأخطرُها أمراضُ القلوب كشأن مريض البدن حينما لا يجد مناصاً من استشارة الطبيب لِعَرْضِ الحال بأجلى العبارات وأوضحها من أجل معرفة الدواء, ولئن كان سؤالُ الطبيب مِن المسَلَّمَاتِ عند ما يستعصي الحالُ على مريض البدن فمِن باب أولى سؤالُ المربي الحقِّ الرباني الذي يُنْهِضُنا حالُه, ويدلُّنا على الله مقالُه على حدِّ القول النبوي الشريف في خير الناس: (مَن ذكَّركَ اللهَ رؤيتُه, وزاد في علمِكم منطقُه, وذكَّركُمْ بالآخرة عملُه) وعلى حدِّ ما ورد: (المؤمنون بعضُهم لبعضٍ نَصَحَه) فلا حرج فيما يختارُ المريد لنفسه مع صدق الطلب على قصد التزكية. وأقول في الختام: لِيَبْقَ في طيّات القلب الأهمُّ في المسألة ألا وهو دلالةُ المربي الرباني المريدُ على الله تعالى بهمَّة الحال وصدقِ المقال.