مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44083

التاريخ: 14/01/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

واجب الداعية النصيحة .. والنتيجة بيد الله عز وجل

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه أجمعين. بسم الله الرحمن الرحيم( قالوا ماسلككم في سقر قالوا لم نكن من المصلين ولم نكن نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين ) صدق الله مولانا العظيم السلام عليكم ورحمة الله سيدي يأتني عندي أحد تاركي الصلاة وطالما دعوته لكي يصلي ويتوب ويقلع على ماهو عليه من المعاصي ودائما يقول لي أدعوا الله لي لكي يهديني فماذا علي فعله اهل ادعوه للذهاب معي للمسجد او اني ساكرهه علي شئ يفعله وهو لايحبه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أحبكم فى الله فادعوا الله يهديه

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أخي الطيِّب؛ اعلم أنَّ وظيفة الداعية أن يدعو إلى الله تعالى ويذَكِّرَ دون انتظار النتائج ذلك أنَّ الهداية بيد الهادي, وكثيراً ما يَبْتَلي الله العبدَ بمثل ذلك ليُخْتَبَرَ في معرض التحمُّل لعباد الله التائهين الشاردين, وقضيةُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قضيةٌ حتمية, ولكن على الميزان الذي شرعه المولى لا ميزان المزاج وشهوة النفس, فتكون بالموعظة الحسنة, والحكمة البينة, مع لطف ولين, وتحبُّبٍ ويقين أنَّ العبد منا لا يملك سوى الدِّلالة على السبيل, وأما الهداية فهي بيد القائل وهو أصدق القائلين: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فابقَ على ما أنت عليه من التذكير, وحبِّبْ إليه العبادة بذكر ثمراتها ومحاسنها, وذكِّره أنها مطهرة من الذنوب بموعود عَلّام الغيوب القائل: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) أنها سبب جليل من أسباب رفع القدر عند الحق سبحانه وتعالى, ثم عِظْهُ بهذا الحديث: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات هل يبقى من درنه شيء) قالوا لا يبقى من درنه شيء قال: (وذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) فإنَّ لك بذلك أجرين أجرَ الدِّلالة وأجرَ العمل, فإنْ لم يستجبْ فاعلم أنَّ أجرك عند الله محفوظ, ولكنْ لا تيأسنَّ من هدايته فإنَّ الأمر مرهون بالإرادة الإلهية, و(قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء), وطالما أنه يَعرف مِن داخله أنه مقصِّرٌ في حقِّ ربه, ومُسْرِفٌ في حقِّ نفسه فإنَّ التذكير سيجد سبيله إلى فؤاده ولو بعد حين لاسيما وأنَّك صادقٌ في الدعوة والتذكير, فاستمرَّ على ما أنت عليه من التذكير والإرشاد, وسلِ اللهَ له الهدايةَ والرشاد, وأن يحبِّبَ إليه الإيمان ويزيِّنَهُ في قلبه ويُكَرِّهَ إليه الكفر والفسوق والعصيان, وأنْ يُعينَه على ذكره وشكره وحسن عبادته. هذا؛ وإني لعلى يقين أنه لا يَكره العبادةَ ولكنَّه الكسلُ ودَعَةُ النفس, فلو أنك سألته عن متمنَّاه لرجا أنْ يكون من الصالحين العابدين المقرَّبين لأنَّ أصلَ الحب الخالص موجودٌ في طوية العبد, وعليه فما على الداعية إلا أن يحركه عبر التذكير بآية تارةً وحديث تارةً أخرى ومن قصص الصالحين تارة ثالثة, والله الهادي إلى سواء السبيل لا هادي سواه. وإني لأسأل الله تعالى أن ينور بالهدى قلبه, فيسبقَ إلى الطاعة أقرانَه, وتنشط للعبادة جوارحه, ويجعلنا جميعا وإياه من عباده الصالحين الفالحين غير المغضوب عليهم ولا الضالين. مع الرجاء بصالح الدعوات.