مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44068

التاريخ: 12/01/2014
المفتي: الشيخ محمد الفحام

مشروعية الاستشفاء بالقرآن الكريم ويس سورة منه

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أصحاب الفضل يشتهر بين الناس قراءة سورة يس لقضاء أمور كثيرة وللتفريج وغير ذلك حتى أني قرأت قصة لمريض سرطان قرأها سبع مرات في ثلث الليل الآخر لعدة أيام وشفاه الله وسؤالي كيف استشفي بسورة يس ولكم جزيل الشكر وادعوا لي في سحركم بالشفاء العاجل ولكم جزيل الشكر

الجواب

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته, سيدي العزيز؛ شفاك الله تعالى وعافاك فإن الأصل في جواز الاستشفاء بكتاب الله تعالى ما ورد من الأدلة الكثيرة المستفيضة في الكتاب والسنة ففي بيان الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) وقوله تعالى (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء) وغيرها من آيات الشفاء المعروفة المحفوظة إضافة إلى آيات الاستعانة والحفظ. ومن السنة ما أخرجه ابنُ أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: يبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إذْ سجد فلدغَتْهُ عقرب في أصبعه فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره) ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ويقرأ قل هو الله أحد المعوذتين حتى سكنت. وفي الطبراني عن علي كرم الله وجهه قال: لدغَتِ النبيَّ عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال: (لعن الله العقرب لا تدع مصلياً ولا غيره إلا لدغته) ثم دعا بملح وماء وجعل يمسح عليها ويقرأ قل يا أيها الكافرون وقل أعوذ برب الناس. قال الحافظ المناوي في شرحه لهذا الحديث فجمع _أي النبي صلى الله عليه وسلم_ العلاجَ بالدواء المركب من الطبيعي والإلهي فإنَّ في سورة الإخلاص كمالَ التوحيد العلمي والاعتقادي وغير ذلك، وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً. ومن الأدلة ما في البخاري وغيره؛ الرقيةُ بالفاتحة لسيِّدِ حي ملدوغ رقاه أحدُ الصحابة بالفاتحة فبرئ من فوره، قال: فكأنما نشِط من عقال ولما أخبروا الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم بذلك أقرَّه وهو يقول: (وما يدريك أنها رقية) أي؛ إنها لرقية وقد ورد أيضاً (فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) وهو وإن كان ضعيفاً لكنَّ شاهده ما ورد في البخاري وغيره. قال ابنُ القيم: ولقد مرَّ لي وقتٌ بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أُعالج بها _أي بالفاتحة_ آخذُ شريةً من ماء زمزم، وأقرأها عليها مراراً، ثم أشربه فوجدت في ذلك البرءَ التامَّ ثم صِرْتُ أعتمد في ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع. وعليه؛ فجائزٌ الاستشفاءُ بالقرآن عموماً, وأما الطريقة فلا حرج فيما فيه معاني الاستشفاء كوضع اليد مع القراءة على مكان الألم, أو القراءة على الماء القَراح قال مجاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض. وقال أيوب: رأيتُ أبا قلابة كتب كتاباً من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجلا كان به وجع ومثل ذلك فعل الإمام القشيري حيث كتب آياتِ الشفاءِ السِّتَّ وحلَّها في الماء وسقاها لمريضٍ له فبرىء بإذن الله. ختاماً أسأل الله لك الشفاء العاجل وتمام العافية والسلامة من كل داء. مع الرجاء بصالح الدعاء.