الفتوى رقم #43929
التاريخ: 22/12/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام
وبينهما أمور مشتبهات
التصنيف:
الحظر والإباحة واللباس والزينة
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه أجمعين. أمابعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة سيدي هل لكسب الرزق الحلال شروط لقد عرض علي عمل من طرف احد حراس الشخصيات الشوبيز الذهب في إفريقيا السوداء وعرضوا علي هذا العمل لكي أحرسهم عندما ينتقلون من نقطة إلى نقطة معينة لكثرة خبرتي في هذا العمل وطلما تكون فيه مشاكل مثل قطاع الطرق ونضطر بعض الاحيان لاطلاق الرصاص الحي لنخيفهم وليس لقتلهم لاننا نكون هينها في سيارات مصفحة وأني أعلم أنهم غير مسلمين ولكن هؤلاء فقراء ومساكين يحاربون عن حقوقهم بالسرقة وقطع الطريق في افرقيا السوداء مع العلم لم اقتل يوما احد منهم انهم غير مسلمين ولكن يؤمنون بان الله موجود فماذا عساي ان افعل اهل هذا رزق ام مشكلة على عاتقى وجزاكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولاتنسونا من دعائكم
الجواب
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ سيدي العزيز لِكسب الحلال ضوابطُ كثيرة أهمُّها البعد عن الربا والقمار والغِش وأن يكون النصح في التعامل ديدنَ العامل إضافة إلى عدم التعامل مع الناس بالحرام كأكله أموال الغير بالباطل والاحتيال.
من جانب آخر قد يكون التعامل مع جهة معيَّنة في المجتمع جائزاً بأصله, لكنَّ فيه تعريضَ النفس للخطر والهلاك فعندها يكره تحريماً لمعنى في غيره ذلك أنَّ حفظ النفس هنا مقدّم بإبعادها عن المخاطر وبكل أنواعها ما أمكن.
وعليه؛ فإني لم أشمَّ رائحة ارتياح لما ذكرت من عمل بسبب مخاطره الواضحة ناهيك عن حمل مَغِبَّةِ إيذاء الغير من الناس, وخلْط الأمور عليك مما أنت غنيٌّ عنه بالحلال السليم لذا أرى البحث عن عمل سواه أضمنُ وأسلم لِلُقمة الحلال وحفظ النفس معاً, فالقليل في الرَّوْض السليم خير من الكثير في مهاوي التيه والضياع, فمن المعلوم أن أصحاب المال لاسيما على المستوى الذي ذكرت يَرخُص عليهم مَن سواهم في سبيل حبهم الشديد للمال, فلا تصحبْ من لا يزيدك إلا انزلاقاً في سحيق الخطر والضياع, ولا تصاحب من يظن أنه تملَّكَكَ بعرض من الدنيا قليل, واحرص على صحبة النبلاء ما أمكن لتكون في جادة الأمان, ثم اطلب من الله تعالى العون وطمأنينة القلب, وخُذْ لنفسك ما يحفظ أمانتها في الدنيا, ونجاتها يوم الحساب.
وإني لأدعو لك أخاً لأخٍ في ظهر الغيب والغربة أن يمتِّعَكَ بتمام العافية وييسِّر لك أمر الحلال من واسع فضله وجوده, ويغنيَك بحلاله عن حرامه, وبطاعته عن معصيته, وبفضله عمن سواه. آمين, ولا تنسني من دعوة صالحة جزاك الله خيراً.