مميز
EN عربي

الفتوى رقم #43723

التاريخ: 21/11/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

نصائح قيمة لشاب مقبل على الزواج

التصنيف: أحوال شخصية

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله سيدي الحبيب مقبل على الزواج و اسالكم الدعاء لي بالخير و البركة و اسالكم الذكرى و النصيحة لي فيما ينبغي لي علمه و ترشيح بعض الكتب؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أخي الكريم؛ ألف مبروك, وأسأل الله تعالى أن يجعل ليلة زفافك على الخير والبركة, وعلى خير طائر, وأن يبارك لك بها ولها بك, ويجمع بينكما في خير ويخرج منكما الكثير الطيِّب ذريةً صالحة تعبد الله ولا تشرك به شيئا, وأن يوفق بينكما كما وفق بين السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن, ويجعلها على قدمهنَّ, ويجعل بها من بيتك جنةً ترتع فيها بالحلال فنعم جنة الرجل داره .. أما الذكرى فإني لعلى يقين أنك تعلم الثوابت من صلاة ركعتين قبل الدخول, وكذا الدعاء, ثم آداب الوقاع بالتزام المقدمات اللطيفة للنتائج الحميدة, فما كان الرفق في شيء ألزمَ على العبد من تلك الليلة فهو مطلوب في حقهنَّ وله صفاء مِرآته وجلائها على نفسه, فبالصبر والمصابرة والحكمة والرحمة واللين والبعد عن الشدة والقسوة والحِدة تبلغ المراد, فإياك وما ذكر فإنه يولِّد ذُعراً يعكِس سلباً على العمل ونتيجةً وخطراً قد لا تُحمد عقباه, وعلى العموم ففي قول الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ذروة التزكية (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) هذا؛ وأما النصحية فخذها لقادمات الأيام, تعلم يا سيدي أن المرأة بزواجها تخرج من بيتِ إلفتها, ومن بين أحضان أمها وأبيها إلى بيت لم تألفْه, ووسَطٍ لم تكن تعرفه, وفراشٍ لم تعتد عليه, فكن لها عوناً وسنداً, واستوص بها خيراً عملاً بمفهوم كتاب الله تعالى وهدي نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فقد عقدْتَ عليها بالحلال على عهد كتاب الله تعالى وسنة رسوله الأكرم عليه الصلاة والسلام, فربك الجليل يقول: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فجعل ارتباطك بها آية جليلة عبرَ إلف التجانس, وذكر الحكمة التي قدَّر أن يحتاجَها الزوجُ وهي السَّكنُ, والسكنُ طمأنينة النفس وراحتُها لما يحب العبد بحب ما اختاره الله ( خلق لكم من أنفسكم..) فهي بهذا المفهوم هديةٌ من الله تعالى سِيقتْ إليك فانظر كيف تُعامل هدية الله سبحانه وتعالى, ورسولك الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: (استوصوا بالنساء خيراً ) ارفقوا بهن وعلموهن أمور دينهن وتابعوا بناءَ ثقافتهن وسلوكهن, واحرصوا على استقامتهن, والنهضة بهن بالإكرام والتعليم والرحمة واللين( فما أكرمهن إلا كريم) كما قال السيد الأكرم عليه الصلاة والسلام, إذن فزوجتك وصيةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تتعامل مع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما عن الكتب فمِن أيسرها مباحثُ النكاح في إحياء علوم الدين للإمام الغزالي رحمه الله تعالى, وأنصحُ أيضاً بكتاب المرأة المسلمة للشيخ الجليل الفقيه الرباني وهبي سليمان الغاوجي ومباحث النكاح من كتاب التاج الجامع للأصول لمنصور علي ناصف. وفقك الله تعالى وسدَّدَ خطاك وفرَّح قلبيكما بما يحب عنكما ويرضى آمين ولا تنسني من دعوة صالحة في ظهر الغيب.