مميز
EN عربي

الفتوى رقم #43494

التاريخ: 16/11/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

قصد الشيوخ بقصد الاستشفاء والمعالجة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

هل يجوز طرق باب المشايخ وسؤالهم عن توافق بين اثنين او سؤالهم عن علة ماسببهاوما هي طريقة عملهم مع العلم ان ظواهر الاستقامة بادية عليهم ويعالجون من ياتيهم بالقران والدعاء وبدون مقابل واذا ثبت وجود السحر فهل يكفي قراءة البقرة دون ان بعمل على اتلاف اوراق السحروجزاكم الله كل خير

الجواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومَن والاه وبعد ؛ فأن يستوضحَ المرء مسألةً مّا ويتثبَّتَ ليكون على بصيرة من أمره شيءٌ حسن ولاغضاضةَ فيه على الإطلاق, بل هو منهجُ علمٍ ومسلكٌ شرعي, غيرَ أن اللاّفِتَ في السؤال أن مَصْدَرَيْ التثبُّت واحد ممّا يثير التشويش في شأنٍ موجودٍ في تضاعيف السؤال والله أعلم وعليه؛ فأقول: ألا فلْنَعْلَمْ أنْ نتائجَ المقدِّماتِ بيد المقدِّر سبحانه, والأصل أن َّكلَّ شؤون الاستشفاء أسبابٌ قدرها المولى لاللاعتماد عليها بل للارتقاء بها من قاعدةِ الالتزام بما أمر سبحانه إلى معراج ماخبَّأ من لطائف النتائج المرضية في العافية على التمام, ويكون في الوقت الذي يريد لافي الوقت الذي نريد وكيفما يشاء لاكيفما نشاء, وذلك لحكمةٍ يريدها الحكيمُ جل في علاه . غيرَ أنَّ ما ينبغي الانتباه إليه هو أنَّ الشفاء كامنٌ في التوجه إلى مالك الدواء على الحقيقة سبحانه في سرِّنا بالافتقار المطلق واليقين التام, والاضطرار الخالص مع الأدب بانتظار الفرج فهو شأن نبوي لقد أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصنوف أنواع الإيذاء حتى السحر أوذي به في بعض جسده سحره لبيدُ بن الأعصم اليهودي كما جاء في الصحيحين فعافاه الله تعالى, وفيه تقول السيدة عائشة: إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال:( ياعائشةُ أشعرتِ أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ماوجع الرجل؟ فقال: مطبوب _مسحور_ قال من طبَّه؟ قال لبيد بن الأعصم, قال في أي شيء؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخل ذكر, قال: وأين هو؟ قال في بئر ذوران فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال ياعائشة كأن ماءها نقعة الحناء وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين, قالت: قلت يارسول الله أفلااستخرجتَه قال لقد عافاني الله فكرهتُ أن أثير على الناس فيه شراً, فأمر بها _أي البئر_ فدُفنت ) مظهر الحكمة في هذا الحديث أن المولى مقبلٌ على المبتلى ماكان مقبلا على باريه سبحانه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم موجهاً في وجه من آذاه سهامَ السحر بقوة الابتهال والتضرع فعافاه مولاه وأرشده إلى مكان الأذى وقد وجد نفسه مستغنيا عن استخراجه بتمام عافية ربه, فكان فيه توجيه إلى عدم الانشغال باستخراجه وقد مَنَّ اللهُ عليه بالشفاء . ولفتٌ هام؛الحذرَ الحذرَ والتحذيرَ من الأدعياء المتمشيخين فهم أخطر على الأمة من السِّحرِ نفسِه ولاتُعرف حقيقتُهم إلا بميزان الشرع وسلامة العقيدة فإياك وإياهم. ثم إنه بالصادقين من الربانيين تَعلمُ أنه ليس صحيحاً كلَّما أعلن أحدُهم عن سحرٍ أنَّ صاحبَه مسحورٌ. وخلاصة القول أن الالتزام بالدين والتمسك بالشرع القويم, والمداومة على تلاوة القرآن الختمةَ تلوَ الختمة, وأذكار الصباح والمساء, وكل الأوراد الراتبة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرُ درِع تتَّقي به طوارق الجن وهرطقات الجهلة من الإنس, فمعلوم أنه لاسبيل لهم على المؤمن الحقِّ المتصل بربه حماك الله ورعاك . مع الرجاء بالعافية التامة, ودعوة صالحة لكاتب الحروف في ظهر الغيب.