مميز
EN عربي

الفتوى رقم #43364

التاريخ: 29/10/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

هل الصلاة على رسول الله تحتاج الى إذن

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

هل الصلاة على رسول الله تحتاج الى اذن من الشيخ المربى المرشد

الجواب

أخي العزيز؛ أحبَّكَ الله الذي أحْبَبْتَ الشهيدَ السعيد فيه, وإني لأرجوه أن تكون الرؤى التي تراه فيها بشارةً فيها العظةُ والعبرة, والخيرُ كله, فاللهم خيراً يعمُّ الأمة بأسرها آمين أما سؤالك عن الأعداد الكبيرة صلاةً على الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم فالأصل فيها الدليل من الكتاب والسنة, أما الكتاب, ففي قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). /الأحزاب56/ دلالةٌ واضحة على الكثرة بالاستمرارية, فلاأحدَ يستطيع إحصاء عدد الملائكة إلا الخالق جل في علاه فالْكَمُّ هنا بعدد الملائكة وبدلالة الاستمرارية في صيغة المضارع (يصلون) لايُعَدُّ ولايُحْصى, ثم يأتي الأمر الإلهي للمؤمنين بأن يصلوا عليه صلى الله عليه وسلم ويسلموا مؤكدا ذلك الأمر بالمصدر المؤكد (تسليما) ففيه أنَّ الإكثارَ من الصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأي عدد عمل مشروع مأذون به من قِبَلِ الشارع. أما ربط السؤال بإذن المرشد والذي هو المربي فما هو في ظني إلا نوع استفسار عن الحكمة في الرجوع إليه, أقول: قد علمنا فيما مضى أن المُربي عند المحققين من أهل السلوك إنما هو سبيل من سبل العون والعزيمة على تنشيط السالك تزكيةً للاتباع لاللابتداع ضِمْنَ معرفة إمكان المريد توجيها وتعليما أسوة بالمعلم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وجه الصحابة الكرام كُلاًّ حسب إمكانه, من ذلك حديث أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه الذي أخرجه الترمذي بسند حسن, قال: قلت: يارسول الله إني أكثر الصلاة عليك, فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: (ماشئت) قلت: الربع؟ قال: (ماشئت فإن زدت فهو خير لك) قلت: فالنصف؟ قال: (ماشئت فإن زدت فهو خير لك) قلت: فالثلثين؟ قال: (ماشئت فإن زدت فهو خير لك) قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (إذاً تكفى همَّك, ويغفر لك ذنبك) وعليه فنُصْحُهُ الشريف صلى الله عليه وسلم علاج لحال المستنصحين وإمكانهم وهذا كثير في الهدي النبوي, فهذا يقول له: (لاتغضب) والآخر يقول له: (لايزال لسانك رطبا بذكر الله) والثالث يقول له: (قل آمنت بالله ثم استقم) والاستنصاح منهم واحد في الجوهر, إذاً فهو منهج نبوي تربوي وعليه فلايكون سديداً صحيحاً إلا إذا استُنْبِعَ من منهل المربي الأعظم رسول الله عليه الصلاة والسلام . أقول وتلك هي الحقيقة التي تلقيناها عن أشياخنا الذين كانوا وُرّاثَ النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بحق. وفقك الله تعالى ورعاك وزادك نوراً وضياء آمين . لاتنسنا من دعائك جزاك الله خيراً .