مميز
EN عربي

الفتوى رقم #43241

التاريخ: 19/10/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

ما معنى حسنات الأبرار سيئات المقربين

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السؤال للشيخ الفحام حفظه الله: ما معنى حسنات الابرار سيئات المقربين . الرحمات الواسعة تنزل على فقيدنا الغالي العلامة الشهيد ( بالمناسبة لقد رأيت العلامة الشهيد يمشي بقامته الفارهةوكأن المكان عام بالقرب من الجامعة أو شيء يشبه هذا وهو يثني على أحد الشباب لأنه قام بعمل حسن وهو مبتسم اي يعزز عمل الخير عند الشاب والله أعلم

الجواب

أخي الكريم؛ حفظك الله تعالى ورعاك وسدد خطاك؛ { حسنات الأبرار سيئات المقربين } اصطلاح استُعمل في حق مَن مَنَّ الله عليه بالدرجات العلى والمقام الأسنى قربَ مكانة من الحضرة الإلهية أنَّ من هذا شأنُه من العظائم في حقه أن يلتفت إلى سوى مولاه بعد أن وصل إلى شهود أنواره, فلو شُغل قلبه بالفعل عن الفاعل عُدَّ من الغافلين لغفلته عن ما أوتي من فضل وعلوِّ مقام, وعليه؛ فيكون مشغولا بسواه ويكفي ذلك أن يكون سيئة في حقه, وهذا هو شأن أهل القرب, وأما غيرهم من أهل البر فشغلهم في شهود العمل وحسنه والسرور به لايُعدُّ شغلا أوغفلة غيرَ أنَّ ما يجدر ذكره هو أنَّ مَن يُحسِن العمل متطلعا إلى الوصول تعرفاً على المعبود لاشك يصل إلى مقام القرب وعندها يدرك أن العمل مجردُ غاية لاوسيلة, وفرقٌ كبير بين من يطلب الجنة لأجل الجنة, ومَن يطلبها لأجل خالقها. وخذ هذا المثال اللطيف كمادة تبني عليه ماسبق من تفصيل ؛ قسَّم الربانيون الصائمين مراتبَ ثلاثة؛ الأولى: صوم العامة وهو الكفُّ عن شهوتي البطن والفرج الثانية: صوم الخاصة وهو كف الجوارح عن المخالفات الثالثة: صوم خاصة الخاصة وهو الكف عما سوى الله تعالى, أي صوم الجوارح والقلب عن أي شاغل عن الله تعالى. فاللهم؛ أكرِمْنا بسبل القرب, واجعلنا أهلاً لما تحب, ولاتشغلنا بسواك, وفرِّحنا عند لقاك, واجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم خُصَّنا برحماتك واجعلنا من أهل خصوصياتك . ولاتنسنا من صالح الدعوات . أما الرؤيا فلاشك أنها تدل على رفعة قدر العلامة الشهيد ومقامه عند ربه, ومعلوم أن الرؤيا في آخر الزمان من جملة المبشرات التي حدَّث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم , يراها المؤمن وتُرى له, تأتي كفلق الصبح في صحتها, وأقول: فإن كان الشاب معروفا فمِن حقه عليك أن تبشره وتحثه على الثبات وديمومة فعله الخيِّر, وإن كان غير معروف فهو حق عام لكل من كان يعرف العلامة الشهيد في الدار الدنيا وللشهيد في رقبته مِنَّة من علم ومعرفة ودلالة على الله بالفكر النيِّر والعقيدة السليمة.