مميز
EN عربي

الفتوى رقم #42715

التاريخ: 19/10/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

ما هي عقوبة من يحلف كاذباً وهو يعلم أنه يكذب

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم وأصلي وأسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماهي عقوبة الانسان المسلم المنافق أو المسلم الفاسق اللذي صلاته لاتنهاه عن الفحشاء والمنكر واللذي يكذب ويحلف ويعظم إسم الله جل جلاله وهم يعلم أنه يكذب أنا أسأل كيف تكون نهاية هذا الشخص أهل هذه هي اليمين الغموس إن كانت كذالك فهل لها كفارة وإن مات هذا المخلوق على هذا الحال أفهل ينجى من عذاب القبر . وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وصلى الله على خير البرية سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم, وبعد؛ فقبل عرض الجواب أقول: النفاق نفاقان أكبرُ وأصغر, فالأكبرُ: هو أن يُبْطِن الإنسان الكفر ويُظْهِر الإسلام وهذا في الدَّرْكِ الأسفل من النار وأما الأصغر: فهو أن يكون في المسلم خصلة من الخصال التي حذَّر منها الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم كمضمون قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح ( آية المنافق ثلاث إذا حدَّث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا اؤتمن خان ) فهو مسلم فاسق خارج عن بعض أوامر الشرع وأحكامه مع كونه موحدا غير أنَّ بينه وبين الكفر درجة أعاذنا الله. هذا؛ وقد قُدِّمَ الكذب في الحديث على سواه من خصال النفاق لأنه من أخطر أبواب الفسوق فهو سبيل مزالق الشرِّ كلها لذا عُدَّ صاحبه فاجرا ناقصَ الإيمان, لأنَّ الكذاب كثير الحلف سريعُ الخيانة بعيدٌ عن روح الشرع ومقاصدِه قريبٌ من ظلماتِ الزلاّت على حدود الخروج عن الرحمات الإلهية, فإن بقي على ماهو عليه من الهوى هوى في نار جهنم بسوء الختام لامحالة لذا قال صلى الله عليه وسلم: (... وإن الكذب ليهدي إلى الفجور وإنَّ الفجور ليهدي إلى النار, ولايزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) ولاعجب بعد هذا أن يقول صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن لايكذب ) أي المؤمنُ كاملُ الإيمان, ومعلومٌ أنَّ الإيمان إذا استمرَّ في النقصان بعنصر المعاصي لَيَنقص حتى يدخل صاحبه النار . وأما اليمين الغموس فقد وصف بذلك لأنَّ صاحبَه إنْ لم يتب ويَعُدْ إلى الحق يُغْمَسُ في الإثم ثم في نار جهنم. لذا فعند جمهور العلماء لابد من التوبة الصادقة النصوح المشروطة صحةً: بالإقلاع عن الذنب والندم وعقد العزم على عدم العَوْد, ولابد من الكفارة عند بعض الفقهاء وهي مع التوبة قوله تعالى { إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ } المائدة89 بعد هذا التفصيل أتوجه إلى السائل المتحرِّق بنصح ضروري وهو أنه كما أننا مأمورون بإظهار الحق ووضعه موضعَه, فنحن مأمورون بالدعوة إلى ذلك الحق بالحكمة والموعظة الحسنة عظة وتذكيرا وتحذيرا عَبْرَ تحرير النية وصدق القصد فإنَّ الله ناظرٌ إلى القلوب ومحاسبٌ العباد على مقتضى المراد لذا أسأل الله تعالى العون والسداد في الأقوال والأفعال, وأن يصلحنا جميعا ويستعملنا صالحين, ويجعلنا هادين مهديين دالِّين على الخير ودوحاته مبشرين غير منفرين, ميسرين غير معسرين آمين . مع الرجاء بصالح الدعوات .