مميز
EN عربي

الفتوى رقم #41864

التاريخ: 05/09/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

حدود طاعة الأخت لأخيها في المباحات

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

نسأل الله أن يعيد نعمة الأمن على بلدنا وسائر بلاد المسلمين و السؤال :و بسبب اجتماع أكثر من عائلة في منزل واحد فهل يجب طاعة صاحب المنزل من قبل أخته و هي بالغة راشدة أو أمه في أمور المباحات مثل الخروج للسوق أو زيارة معارفهن و إذا كان الجواب بالإيجاب فماذا يفعل صاحب المنزل مع أخته البالغة الراشدة و أمه إذا رفضتا تنفيذ توجيهاته و ماذا يفعل إذا لمس منهن تقصيراً في الالتزام بالشرع (حجاب - اختلاط ...) و جزاكم الله خيراً.

الجواب

أخانا الكريم؛ لا شك أن طاعة راعي الأسرة واجب شرعي وأمر لا بد منه لجمع الكلمة والتوازن العائلي ولكنْ هنالك أمران ينبغي أخذهما بعين الاهتمام؛ الأول: الشدة التي يعيشها مجموع الأسرة والتي تبرز تفاوت التحمل عند أفرادها وهذا ما ينبغي أن يراعيه رب الأسرة رحمة ورعايةً وتنفيساً. الثاني: أن أمره ونهيه لا يجيزان له قسوةً أو شدة، اللهم إلا إذا خالفوا مع الإصرار والجرأة، ولا أعتقد أن ذلك موجود بين أفراد أسرةٍ مسلمةٍ تعلم ما لها وما عليها. نعم؛ قد نجد شيئاً من التساهل فنُذكِّر بالحكمة والموعظة الحسنة ولين القول مع النظر إليهم بعين الرحمة والشفقة، لا عين الحقد والجور، واعلم أن مهمة العبد حيال ذلك النصحُ, والنصحُ فقط وأما النتائج فهم مسؤولون عنها بين يدي الله سبحانه. وأنصحك بأن لا تثير غضب أمك فإن ذلك قد يُفرز معاكسة غيرَ حميدة للمراد مع غضبها عليك ، بل راعها بالمودة واطلب رضاها ودعاءها لتوليد طاقات النصح برحمة الأمومة وبر الولد. فإن طريقة التعامل معها لا يمكن أن تثمر أو تتنامى إلا بالبر ومع أختك بالإحسان والصلة. غير أني أهمس في سمع الأم والأخت بأنه عليكما أن تكونا أسوةً صالحة ومظهراً مؤثراً من مظاهر الإسلام في الخروج والزيارات فإنه في النهاية الْمُعَظَّمُ في أحكامه إنما هو الله جل جلاله. فأقول للأم راقبي أولاً نفسك ثم بنتك وكوني لها عوناً على تطبيق شرعه سبحانه كي لا تحملي إثمها فتحملي إثماً عظيماً يوردك موارد الهلاك. نعم؛ لا مانع من الخروج إلى السوق ولكن بصحبة آداب الدين ونور اليقين بأن الله يسمع ويرى تحت ظِلِّ قوله تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ...). وقوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). ولا تستهيني بأحكام الله سبحانه, واعلمي أن الشاهد على تصرفاتك هو الحاكم وأن الناقد بصير فالتزمي بشرع الله، ولا تنظري إلى صغر المعصية ولكن انظري إلى عِظَمِ من عَصَيْتِ، وكوني مع الله يكن الله معك واحتسبي أجرك عند الله تعالى في الشدة والرخاء. ولنكثر جميعاً من الاستغفار ليرفع المولى البلاء عن الأمة جميعاً ويَرُدَّنا الردَّ الجميل. أخيراً وفقك الله تعالى ورعاك وألهمك الرشاد والسداد في الأقوال والأفعال.