مميز
EN عربي

الفتوى رقم #41731

التاريخ: 11/08/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

حُبُّ الصالحين دليل على كمال الإيمان

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

ارجو ارسال سؤالى هذا لسيدى الشيخ محمد الفحام . اسالكم الدعاء للفقيرة الى الله ان يرزقنى صحبة اوليائه وعارفيه وان يلحقني بركبهم اشتقت اليهم برجاء طلب الدعاء لى من كل من تعرف من اولياء الشام متى ذكرك الله بهذا

الجواب

إلى الأخت الكريمة؛ أسأل الله تعالى أن يرزقك سبيل العمل بأعمالهم، ونور الطريق إلى مسالكهم، وقطاف ما نتج من ثمارهم، وأن يُديم علينا جميعاً رابطةَ الحب بين قلوبنا وقلوبهم. فهم العلماء الربانيُّون الذي بلغوا أعلى مقامات القرب "الخشية" كما في بيان الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء). وجميل أن يكرم المرء بحب الصالحين خُلَّص هذه الأمة ليدخل حرز الأمان الإلهي فقديماً قيل: "أشقى الأشقياء من يبغض العلماء" ولا عجب فكلنا يحفظ ما ورد في الأثر (كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك). ولا غرابة فإنه محفوظ لدى ذوي البصيرة والوجدان بالحرف والمعنى الحديث القدسي الصحيح (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب...). فهنيئاً لك أختنا الفاضلة وأسأل الله أن يجمعنا بهم على التعرف والرقي في الدنيا وعلى الفوز والسعادة الأبدية يوم الله فإن حب الصالحين مشروع نبوي لا يدريه إلا من يسكن فيه. تأملي معي حديث ذاك الأعرابي الذي جاء النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يسأله عن الساعة فعَن أنس رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ يا رسول الله؛ قال صلى الله عليه وسلم: (ما أعددت لها)؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحبُّ الله ورسوله. قال: (أنت مع من أحببت) فانظري كيف جعل صلى الله عليه وسلم المحبة الصادقة من أعمال القلوب لعُلوِّ المقام ورفعة صاحبه عبر معيَّة لا تُردُّ. فقوله صلى الله عليه وسلم (أنت مع من أحببت) قاعدة أساس في ذلك لذا قال أنس راوي الحديث: فما فرحنا بشيء بعد الإسلام فَرحَنا بقوله صلى الله عليه وسلم (أنت مع من أحببت) فإني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما. ثم اعلمي أخت الإيمان أن حبَّ الصالحين دليل على كمال الإيمان لأنه لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق. وفي الصحيح: (ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر _بعد إذ أنقذه الله منه_ كما كما يكره أن يقذف في النار). في الختام أسأل الله تعالى أن يجعلنا في قلوبهم ويحشرنا محشرهم تحت لواء سيد المرسلين أمين يا رب العالمين.