مميز
EN عربي

الفتوى رقم #40574

التاريخ: 30/06/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

الطرق الصوفية إن لم تكن مبنِية على الكتاب والسنة فليست بشيء

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم أنا من العراق عندي سؤال مهم أرجوكم ارجو الجواب عليه بأقرب وقت ولكم جزيل الشكر ؟؟؟ وهو بيصير انو اسلك على يد شيخ متوفي وهو شيخ طريقه وحقيقه وهل من الممكن انو استمد من النبي صلى الله عليه وسلم دون ما ابدأ بالشيخ لان في ناس بيقولو انو مابيصير تستمدي الا بشيخك اولا وبعدين النبي صلى الله عليه وسلم وانا احس حالي مع النبي صلى الله عليه وسلم دائما في عقلي وقلبي واساس اهتمام اخي باخذي للطريقه.... لاني بشوف كثير شغلات في المنام وفي اليقظه ومن باب الامان والله من كثر مابلخبط على حالي في هذا التفكير حتى عبادتي ضعفت كتير وصلاتي مش كويسه وجزاكم الله كل خير

الجواب

إلى الأخت الكريمة: أمرُ الطريقةِ إن لم يكن مَبْنِياً على الكتاب والسنة فليس بشيء. فأصل التلقِّي ينبغي أن يكون عن شيخٍ حي توفَّرت فيه شروط التربية والتي من أهمِّها العلم الصحيح المستقى من عيون العلم الصحيح فإن توفي الشيخ ولَمَّا تستكملي الطلب وَجبَ متابعةُ الطلب والسلوك على شيخ حي توفَّرت فيه شروط التربية _ وأكرر _ والتي من أهمها العلم الصحيح أما الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم فهو الْمَعِيْنُ ينهل منه الجميع فشريعته ميزان، وسنته نوران والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم رابطة القلب للوجدان، وحبُّه الكامل والخالص سِرُّ النجاة يوم العرض على الديان نعم؛ بهذا المفهوم كان سيدي الجيلاني يقول ادخل _أي على الله_ ويَدك بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بالحب والاتباع والأدب للانتفاع والوصول وكمال التعرف على الله سبحانه. فحاجتنا إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم لا تقف عند حدِّ ولا يمكن أن تنتهي والتي تتجسد ابتداءً باتباع منهجه على الإطلاق وكثرة الصلاة عليه وانتهاءً بتحقيق الموعود به من الوهاب الخلاق. وأما قوله: الشيخُ أولاً ثم النبي صلى الله عليه وسلم فهذا مالم يقل به أحد بل لا يقدَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، اللهم إلا إذا قصد بالشيخ كخادم أمين لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم أي كما يقال دلّال على بضاعة الرحمن أي مُعرِّف للشريعة ومفهم لمعانيها، وممتثل لأوامرها، وملتزم بمنهج مشرِّعها، فعندها لا إشكال ولكن لا بد من التوضيح لإزالة الإلباس. فخذي المنهج _ على النحو الذي ذكرنا _ عن الموثوق والمؤتمن والتقي المعتبر في نظر أهل النظر. وفقكِ الله تعالى وبارك بكِ وثبت قلبكِ على الصراط المستقيم والسير القويم والقول السليم.