مميز
EN عربي

الفتوى رقم #40543

التاريخ: 30/06/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

كيف أتخلص من خواطر الرياء

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم جزاكم الله خير وعوضنا الله بكم أرجوكم أريد أن يتم إجابه على سؤالي ..إذا الشخص يقوم بأعمال قرب من الله تعالى ولكن دائما يتفكر بنظر إنسان إليه بما يفعل ولكن فورا يصرف عنه هذا الخاطر بالكره ومراقبه الله ولكن يبقى ذلك الخاطر هل يكفي هذا بالمجاهده في مراقبه الله أم عليه أن يبعد مايقوم به عن ذلك الشخص مع العلم بأنه رجل متفقه بالدين

الجواب

الاخت الكريمة.. سرني تضمينُك الجوابَ في السؤال بعنصر شدةِ الخشية الربانية تلك التي تجلَّت معانيها في السؤال ومعلوم أنَّ (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ الجنة، ألا إنَّ السلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة) كما أشار صلى الله عليه وسلم وصدق عليه الصلاة والسلام وهو الصادق المصدوق أن على العابد أن يذكر أصل علاقته مع الله تعالى ومنهج تلك العلاقة؛ فأصلها (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى) (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). والمنهج تجاوز العوائق والعلائق بالتوجُّه القلبي فلا يتلفت لتحقيق سلامة تجارته مع الله فلا يتلفَّت لسواه. والسلعة هي الجنة التي هي أثر الوصول للمأمول وعليه أقول: فطالما أن خوفك من النظر إلى البشر حالةَ العمل قائمٌ فأنت في دائرة الأمان بإذن الله، وذلك لبقاء مقام المراقبة وقد عرَّفوا هذا المقام بقولهم: "هي إدامة علم العبد باطِّلاع الرب، أو القيام بحقوق الله سراً وجهراً خالصاً من الأوهام صادقاً في الاحترام. وأما سؤالك عن الخاطر فإنه إن كان مُجرَّدَ خاطر فلا يُلتفَتُ إليه لأن عدمَ الالتفاتِ باتباع المنهج هو عينُ المراقبة كما قالوا وهي أي المراقبة: "حفظُ القلوب من الاسترسال مع الخواطر والغفلات". ثم اعلم أخي المبارك أن طوارق الخواطر لا تنتهي فطارق الرحمن ميزانه شرعُه، وطارقُ الشيطان حصن العابدِ فيه ربَّه أمرُه، لذا فكلما داخلك نزغُه عليك بأمر ربك (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). وعليك بإبقاء اللسان رطباً بذكر الله للعَيْش الدائم في فُسْحةِ النور المبددة لمتاهة الظلمات والنفوذِ إلى جوهر الحب الذي كَمَنَ نورُه في قلب كل موحِّد لله فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره وطالما أنَّ حبَّه جل ذكره كامنٌ سرُّه في غياهِب الروح فذكر المحبوب هو الدواء الناجع لكل العلل. أسأله تعالى أن ينير منك الفؤاد بسمو الروح التي هي من أمره وأن يجعلك أسوة الصلاح لعباده بالحال قبل القال، وبالجوهر قبل المظهر. آمين. مع الرجاء بصالح الدعوات.