مميز
EN عربي

الفتوى رقم #40138

التاريخ: 01/06/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

واجبنا تجاه الملقى بالطريق ومكتوب عليها بأحرف اللغة العربية

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو أن يجيب عن سؤالي فضيلة الدكتور توفيق البوطي أو فضيلة الشيخ محمد شقير أو فضيلة الشيخ رشدي سليم القلم أو فضيلة الشيخ محمد الفحام : أعاني مؤخرا من مشكلة لا أ علم حكمها وهل هي وسواس أم ماذا عندما أجد أوراق ”الأكلات الطيبة” كما يقولون بالعامية مرمية بالطريق (وكل خطوة خطوتين يوجد منها) انحني والتقطها واتفقد الكتابات خلفها من أسماء و عناوين الشركات لأتأكد إن كام فيها اسم معظم فمثلا بعض الاكلات الأجنبية تحتوي عناوين بالجزائر ك سيدي معروف وبالمغرب ك سيدي رزيق أو في مصر ك شركة رسلان لاأعلم هل اسم رسلان عائدة للشيخ رسلان الدمشقي أم لا أو بورسعيد وقد علمت ان سعيد عائدة لسعيد باشا حتى أن الأمر وصل معي لأن أستشكل كتابة شركة أدمز على العلكة المسماة شكلس كونها عائدة لأسم النبي آدم عليه السلام مع أني لا أعلم على أي أساس سميت الشركة بهذا الإسم المشكلة أني تعبت وأحيانا اتجاهل بعضها اما ضيقا بالأمر أو خجلا من الناس حيث يراني الجميع التقط الاوراق طوال الوقت و كل خطوة و الثانية وكلما ادعو أو أصلي لا أستطيع اليقين أن الله استجاب لي دعواتي أو قبل توباتي لأني أعلم من نفسي أني لن أتوقف عن تجاهل بعض اللأوراق ومن شروط التوبة عدم الإصرار على المعاصي وخصوصا اشعر بأني مراءي أحيانا أفكر أن هذه وساوس من الشيطان ليكرهني بالدين وليس علي ازالة الأوراق من الطريق أو التأكد مما عليها (طبعا ان كنت متيقن من وجود آية أو أسم الله فلا نقاش في ذلك ) وتارة اخر أفكر بأن هذا هو جهادي وإن وسخت يداي أو بدوت كالمجنون بالطريق فما حكم ذلك بغاية التفصيل إن سمي عنوان الحي مثلا سيدي معروف كناية لسيدي معروف الكرخي أو كذا ......... وإذا لم اكن متيقنا على أي أساس سميت وما حكم الأمثلة التي طرحتها أول السؤال والأمر اضطراري بالنسبة لي اليوم قبل غد ولم تعد الدنيا تسعني بسبب ما أمر به وجزاكم الله ألف ألف ألف خير و جبر خواطركم

الجواب

أيها الأخ الطَّيب لا شك أن صنيعك مقبول وعملك مبرور فحفظ حرمة الحرف العربي أمر مطلوب لأنه حرف القرآن لا سيما فيما يتعلَّق بالكلمات المقدسة كأسماء الله وأسماء أنبيائه، وهو قربة من جملة القربات المثاب عليها صاحبُها لكن ينبغي التنبُّه إلى أن مولانا الرحيم لم يحمِّلْنا من الأمر مالا نطيق. وعليه فاعتدل في مهمتك تلك بعدم تعريض نفسك للتهمة أو الإرهاق أو الإجهاد أو الإفراط. سرْ في طريقك متوجهاً إلى عملك دون بحث هنا أو هناك وفكِّر في سُلَّم أولويات الحياة فإن صادفتَ ما تقع عيناك عليه من ذلك على اليقين دون شك وأردت تجنيبه الامتهان فلا مانع وأنت عليه مأجور. لذا لم يكلفِ المرء وهو في سيره وقد حمِّل من أمانات التكليف الأخرى _ما حمل_ أن يبحث في كل مجمع أو ينظر إلى كلِّ موضع أو ينقِّبَ في كل منفذ؟ أقول لا! لأن المرء إذا أفرط حتى في العبادة وقع في الغلو فبدلاً من أن يتنزه فيما يفعل يتحسَّب للفعل إذا دنى وقتُه ثم مع الزمن يضيق ذرعاً إلى أن يبغضَ عمله بضغوط شيطانية تؤول به إلى التعب النفسي المهلك وهذا مراد شيطاني. هذا؛ وظاهرٌ من كلامك شأن المفْرَز السَّلبي من ذلك العمل أن شيطانك دخل عليك من خلاله بالتفضيل على غيره من العبادات كالدعاء فَأَقْنَعَكَ بعدم القبول لعدم توفر شروط التوبة وهكذا فلسوف ينحدر بك إلى وسوسةِ عدمِ القبول لكل العبادات وهذا شيء غير وارد في ميزان الرحمة الإلهية على الإطلاق. اطمئن بالاً وانطلق في سفر الحياة دون تلفُّتٍ، وأعط كلَّ ظرفٍ حقهُ، فللعمل وقته، وللصلاة وقتها، وللأذكار وقتها، واعلم أن كل ما يقدر الله سبحانه _من غير شك_ مقرون بلطفه وعنايته. توجه إليه طامعاً برحمته لا بشيءٍ سواه، فإن الاعتماد على العمل ينسي خالقَهُ وما كُلِّفنا بما كُلِّفنا إلا لأجل مَن كَلَّفَنا. أسأله تعالى أن يجعلك في بحبوحة اليُسر وأعاذنا من العسر وتفضل علينا جميعاً بالستر والرحمة في الدارين. آمين