مميز
EN عربي

الفتوى رقم #40026

التاريخ: 23/05/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

الحال التي ينبغي أن يكون عليها المسلم عندما يصلي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم أريد أن أسألك سؤال عند الصلاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا عليه الإنسان أن يستشعر وبماذا يفكر

الجواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان الأعطران على خير خلق الله سيدنا محمد المعظم من ربه ومولاه القائل جل في علاه. (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). وبعد؛ فإن الذي كلَّفنا بالصلاة على رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم _وقد رفع له ذكره من قبل_ إنما كلفنا بذلك رفعاً لشأننا بذكر نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم على صيغة الخبر أو الإنشاء :"صلى الله عليه وسلم"، "اللهم صلِّ على سيدنا محمد" فإنه إذا تأمَّلنا الصيغتين أدركنا ذلك المعنى السامي وتلك التي أحبَّ ربنا أن نسموَ بها. من أجل ذلك كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مجال وصول إلى ربنا عَبْرَ حبيبنا الأكرم صلى الله عليه وسلم تأمل معي هذا الحديث، يقول صلى الله عليه وسلم: (أكثرو من الصلاة عليَّ فإن الله وكَّل لي ملكاً عند قبري فإذا صلى عليَّ رجلٌ من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد؛ إن فلان ابن فلان صلى عليك) رواه الديلمي. وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يسلِّم علي إلا ردَّ الله تعالى إليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام) رواه أحمد وأبو داود والطبراني والبيهقي... وفي حديث فضل يوم الجمعة الذي أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه بسند صحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (... فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضه علي...)، وقال صلى الله عليه وسلم: (حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني) الطبراني. ثم خبِّرني بربك عن حالك وأنت ممسكٌ بمفتاح العيش في أجواء الصلة بالحضرة النبوية وقد ذُكِر اسمُك أنك تصلي وتسلم عليه صلى الله عليه وسلم يقول سيدنا عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى في كتابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويكفي العبد المسلم شرفاً ونبلاً وكرامةً وفضلاً أن يذكر اسمه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في هذا المعنى قول بعضهم: ومن خطرت منه ببالك خطرة حقيقٌ بأن يسموا وأن يتقدما ثم اربط ذلك بأن الله يتنزل عليك بأجواء رحماته وأنت تصلي على حبيبه صلى الله عليه وسلم يقول صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي صلاةً صلى الله عليه عشراً ومن صلى علي عشراً صلى الله عليه مائة ومن صلى علي مائة كتب الله تعالى له بين عينيه براءةً من النفاق وبراءةً من النار وأسكنه يوم القيامة مع الشهداء) الطبراني بأن الصلاة من الله على العبد رحمة مع كل ما ذكر تصلي على هذا النبي الذي أضاء الله فؤادك بمحبته وجعل نماء الإيمان عبر حبِّه والانقياد له فكيف يكون حالك وأنت تصلي عليه؟ لاشك أنك تستشف جمالية الصلة النورانية بالحضرة النبوية الناهضة بك في معارج المعارف الإلهية فأسأل الله العلي القدير أن يزيدنا حباً بهذا النبي ومعرفة بقدره وعيشاً في أنوار أنسه وإثماراً في حصن هديه وسنته ونحن نلهج بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .