الفتوى رقم #3998
ماذا يترتب على النكول بعد البيعة
السؤال
السلام عليكم انا بايعت الشيخ (............) على ورد عام المهم تعبت تعبا شديدا بعد ذلك وتركت الورد لست اعتراضا انما وصلت لحالة نفسية سيئة والى الان هكذا وتبين لي ان الرقم ليس للشيخ ذاته لان البيعة عن طريق الانترنت المهم اريد ان اعمل كفارة لذلك لعدم قظرتي الالتزام بذلك لعل الله يرفع عني هذا الخوف والاضطراب والتعب الذي حصل لي مالذي علي فعله؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فإنَّ البيعةَ على الطريق تقتضي أولاً مَعرفةَ مبادئه وآدابِه, ومعرفةَ المرادِ من البيعة, فإنْ كان الظنُّ إنما هو مجردُ الارتباط بشخص هو الغاية, فيا خسارتَنا تجاه ما خُلِقْنا مِنْ أَجْلِهِ وهو تحقيقُ معنى العبودية لله تبارك وتعالى عَبْرَ أهلِ الذكر مِنْ أتقياء هذه الأمة وصُلحائها الذين لا يَبْغُون في الأرض شُهرةً ولا ظهوراً ولا ألقاباً يطنطنون لأنفسهم من خلالها, بل شرف الخدمة لِمَنْ يريدُ التعرف على الله تعالى بعد عناءِ الضياعِ في مَتاهاتِ الغفلات.
وإنَّ ذلك الفرضَ العينيَّ يُلِزُم المربي أنْ يَلْتَقِيَ بالطالب ويُصْغِيَ إليه لِيَتَعَرَّفَ على حقيقةِ ما جاء من أجله ويختبر صدقَه في مَطْلَبِه ليوقفَه على بدايةِ الطريق السليم, ثم يُعَرِّفَه على الصراطِ المستقيم دون ادِّعاءٍ أو تعالٍ, أو زُهوٍّ, وذلك لِيُشْعِرَه أنَّه مُجَرَّدُ خادمٍ لِلَطريقةِ لا غير دَلّالٌ على بِضاعةِ الرحمن, وأنَّ الواقعَ الحقَّ منه إذا تَعَرَّف المريدُ على مولاه ووصلَ إلى عافيةِ التزكيَةِ بالعلمِ النافعِ والعقيدةِ السليمة أنْ يقولَ له: ها أنت وربُّك.
تلك هي حقيقةُ القصد مِنْ طلب الطريقِ الْمُسْتَهَلِّ بالبَيْعةِ على الوردِ العام بيعةً من حيث الظاهرُ لِمَظْهَرٍ يُدْعَى شيخَ الطريقِ وفي الحقيقةِ والجوهرِ بيعةً للهِ ورسولِه تجديداً لِلْعَهْدِ الْمُتَرْجَمِ بمقامِ التوحيدِ في محرابِ مَفْهُومِ مفتاح الجنة [لا إله إلا الله محمد رسول الله].
وعليه؛ فَبِمُجَرَّدِ البيعةِ على الورد العام دون العمل بمقتضى الطريق لا يُعَدُّ بيعة صادقة ولا يُعَدُّ المبايعُ ابنَ طريقٍ بحال, فلا بد مِنَ العِلْمِ والتطبيق مع صحبةِ الصَّالحين ذوي الأُسوة الحَسَنة التي بها ضمانُ الاستمرار على العمل والتفاعل بمنهج الطريق.
أما سؤالُك عن تقصيرِك في قراءةِ الوردِ العام فلا كفارةَ مادية على تركِهِ تُذكر, بل مُعاودة قراءتِه والالتزامِ به قَدْر الإمكان, أقول: ولا مُبرِّرَ لِلخَوفِ لأنَّه لا علاقةَ لما ذَكَرْتَ من التقصير بالعَناءِ والخوف والاضطراب والتعب الذي أنت فيه, فالقضيةُ لا تَعدُو وهْماً يُوَسْوِسُ به الشيطان للتعويق ليس إلّا, وأقول يا أخي: تُرى ما العناءُ الذي تَجِدُه من قراءتِك للورد العام وهو في الأصل دعوةٌ نبوية أنْ نُكْثِرَ مِنَ الاسْتغفار والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم والذكر بلا إله إلا الله؟؟!, ما العناء الذي تجده منه حتى تَطْلُبَ تركَه, وهو بمجموعِه أذكارٌ تُيَسِّرُ الأُمور وتُطَمْئِنُ القُلوبَ وتَشْرَحُ الصدور.
أَكْثِرْ منها يُهَيِئْ لكَ مِنْ أَمْرِكِ فَرَجاً ومَخْرَجاً, واسْأَلِ اللهَ تعالى أنْ يَدُلَّكَ على مَنْ يَدُلُّك عليه.