مميز
EN عربي

الفتوى رقم #39801

التاريخ: 27/04/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

معنى كلمة الهمة في مصطلح أهل السلوك

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم. من اسباب ظهور عناية الحق في طريق حياة الانسان , ان يقيض له شيخا مربيا مسلكا تجتمع فيه صفتان , الولاية والعلم , العلم هو الارشاد ( ولن تجد له وليا مرشدا ) , الولاية سر , والارشاد كلمة , فباجتماع الكلمة مع السر يتوجه الامر بحصول الهداية , فهو يرفعك بالهمة بطريق التوجه , وينشلك من حضيضك بمقتضى الاثر في كلمته من طريق التوجيه , توجه وتوجيه , توجيه بالقال , وتوجه بصدق الحال , فاذا انت عند ربك... هذا الحديث سمعته من الشيخ )؟؟؟؟ الهمة ما هي معناها؟؟؟؟

الجواب

المقصود بهمة الشيخ هو قُوَّةُ الحال وهو المعنى المقصود بشأن السَّاحب في قول "الصاحب ساحب" فللصحبة أثرها في واقع التأثر لذا اشترطوا لعافية الصحبة المربي الحقيقي الذي يُنهضك حاله ويدلك على الله مقاله، وقد جمعوا الشروط _ شروط شيخ التربية _ بقولهم " علم صحيح وذوق صريح وهمة عالية وحالة مرضية وفراسة صادقة وإذن من مربٍ توفرت فيه ذات الشروط". فالهمة العالية من تلك الشروط التي تترجم سلامة الحال من نبع جذور العلم الصحيح والذوق الصريح. فمن كان صاحب حال كان صاحبَ نور وهو الضياء الذي به تُرَدُّ القلوب إلى علَّام الغيوب. لكن ينبغي العلم بأن شيخ التربية الحقيقي هو الذي لا يدَّعي من نفسه لنفسه ذلك بل لا يرى في نفسه إلا واقع العبودية الخالصة لله عز وجل والعكوف في محراب العبادة فميزانه في ذلك (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فالشيخ المربي يسأل الله الستر والعفو فإن قالوا فيه خيراً حمد الله على حسن ظن عباده ودوام ستره له، وإن أنكروه أو أعرضوا عنه اتَّهم نفسه ورجع إلى ربه يسأله العفو والعافية، وليس بشيخ من قال أنا أو ادعى ما عنده له أو ادعى ما ليس فيه وخير ختام لذك كله جواب النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لما سئل عن خير الناس وأفضلهم فقال: (من ذكَّركم الله رؤيته وزاد في علمكم مَنطقه وذكَّركم بالآخرة عمله) فيلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم الحال على المقال ولكن ببروز علامة فارقة ألا وهي علامة الولاية التي لا يملك أن يخفيها أحد بقوله صلى الله عليه وسلم: (من ذكَّركم الله رؤيته) نظرت إليه بكامل التجرد وبقلب صافٍ فقلت: وجهٌ يسبح بحمد ربه، وهي حقيقة كامنة في حرف الكلم النبوي الشريف فكأني بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول تنظر إليه فتجد ثمرة عمارة طويته وإيمانه البكر. فلعبادة المرء على الإخلاص والعلم الصحيح ثمرات عاجلة وآجلة فمِنَ العاجلة أن تبرز عليه حلَّةَ ما طوى. فصاحب هذه الهمة لاشك أنه يرفع بالله شأن السالك في طريق سلوكه إلى الله، بل كلما وجد المريد يتلفَّت بأي شاغل ردَّه إلى المستقيم من الطريق _ولسان حاله يقول له_ ها أنت وربك . فاللهم لا تحرمنا أهل الهمم العالية والأحوال المرضية أمين .اه