مميز
EN عربي

الفتوى رقم #39798

التاريخ: 27/04/2013
المفتي: الشيخ محمد الفحام

أعنت زوجتي أبتغي رضا الله عز وجل لكني حرت جواباً

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم شيخي انا محب جدا متابع للفتاوى والدروس التي لك, عندي سؤال عن النية الخالصة لله, فقد عملت يوما مع زوجتي في البيت وسعدت مني جدا ثم اخبرتها انني انما عملته لوجه الله خالصا ولم اكن انتوي رضاء احد غير الله تعالى, فقالت لي الا يعني هذا انك تعمل الامور الجيدة لاجل محبتي؟ فلم اعرف كيف اجاوبها وبقيت افكر كيف اجمع بين كون عمل الخير يكون لوجه الله تعالى خالصا وبنفس الوقت يشعر من عملته له انني احبه وعملته له ايضا لاني احبه؟؟؟ ارجوك سيدي انا عاجز عن التعبير عن المعاني في نفسي وتوضيح السؤال ولكن علمك وفضلك كفاية ان شاء الله, وجزاك الله خيرا

الجواب

أخي الكريم النيةُ الخالصة محلُّها القلب ولا حاجة بك إلى إبراز القصْد للغير، فالتجرُّد في ذلك بقصد العمل لله تعالى ثم إظهاره عبر وسائط متنوعة كافٍ ومقبول عند الله . أما سؤالك عمَّا يتعلق بعون الزوجة، فحقيقة القبول في هذه المسألة ليست كما ذكرت بل إن نيةَ إدخال السرور على قلب زوجتك بالمشي في حاجات بيتها مثلاً من هدي خيْر الأنام عليه الصلاة والسلام ففي الطبراني بسند حسن يقول صلى الله عليه وسلم (من لقي أخاه المسلم بما يُحب ليسرَّه بذلك سرَّه الله يوم القيامة) فإن كان ذلك مطلوباً في حق أخيك المسلم عامة فكيف بالزوجة رفيقة الدَّرب وصاحبة العشرة الحَقَّة فلا شك أنه من باب أولى فلو رجعنا إلى سيرته الشريفة صلى الله عليه وسلم لرأيت في آثار ذلك الكثير ها هو صلى الله عليه وسلم يسابق السيدة عائشة ليدخل السرور على قلبها وقد ختم فصل السباق بقوله لما سبقها بعد أن سبقته مرة (هذه بتلك) وقد أعلن عن حبه زوجاته مُترجماً بذلك أنه نوع من إدخال السرور بل لقد عَدَّ الفقهاء المبالغة في إعلان الحب للزوجة والتعبير لها عن حبه بصيغ الجمال والمبالغة من السنة. نعلم من هذا أنَّ إعلامك زوجتك أنك تحبُّها في الله تعالى من النية الخالصة، ومثل ذلك يقال في مشيك في حاجتها في البيت أن تعينها محبة لهافي الله تعالى أيضاً من النية الخالصة فقد ذكرت سيدتُنا عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان في حاجة أهله فهل كونه في حاجة أهله ينفي كونَها عبادةً لله، إنْ هي إلا وسائط والغاية الله، إنْ هي إلا سُبُل والموصول إليه الله، إن هي إلا عطايا والمشكور هو الله فشكر الوسائطِ شكر لله عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : (من لم يشكر الناس لم يشكر الله). فأمر حميد أن تحب زوجتك وتعلمها بذلك، وأن تعينها في بيتها وتعلمها أنك أردت إدخال السرور على قلبها بذلك . وفقك الله وسدد خطاك وجعلنا من فقهاء النفس رحماء فيما بيننا .