مميز
EN عربي

الفتوى رقم #38672

التاريخ: 19/02/2013
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي

الرد على من يتنكر للإسلام ديناً ودولة

التصنيف: العقيدة والمذاهب الفكرية

السؤال

السلام عليكم تحية من عند الله مبارك طيبة لسيدي العالم الرباني أ دمحمد سعيد رمضان البوطي : الحمد لله ان من الله علينا في الشام بدولة مدنيه اسلامية او اسلامية مدنيه وهذه من عطايا الله لنا والتي ما قدرها الجهلاء حفظك الله لنا ياسيدي يا حجة الاسلام وللشام وللناس كافة وسدد خطاك دائماً للحق ورضي الله عنك وارضاك ... ///هذه لك خاص ياسيدي لبيان سبب سؤالي واستفساري عن مثل هذه المقالات التي تناقلها الناس بسوء او بحسن نيه وجهل نبذة من احدى المقالات وكيف ان الكاتب قد نزع عن الدولة صفة الاسلام في الأيام الماضية والحاضرة وصبغها بالمدنيه لا أسلاميه بحجة هوية الحكومة او العكس اسلامية من دون مدنيه لصعوبة اجتماع الاثنين معا برأيه (لقد حاربنا إسرائيل وحطمنا خط بارليف وعبرنا سيناء دون أن ننقلب إلى حكومة إسلامية .... وقد حاربنا التتار وهزمناهم ونحن دولة مماليك . ... وحاربنا بقيادة صلاح الدين القائد الكردى وكسرنا الموجة الصليبية ودخلنا القدس ونحن دولة مدنية لا دولة إسلامية.... وكنا مسلمين طوال الوقت وكنا نحارب دفاعا عن الإسلام فى فدائية وإخلاص بدون تلك شكلية السياسية التى اسمها حكومة اسلامية .. ولم تقم للإسلام دولة إسلامية بالمعنى المفهوم إلا فى عهد الخلفاء الراشدين ثم تحول الحكم الإسلامى إلى ملك عضوض يتوارثه خلفاء أكثرهم طغاة وفسقة وظلمة . لا تخدعونا بهذا الزعم الكاذب بأنه لا إسلام بدون حكم إسلامى فهى كلمة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والإسلام موجود بطول الدنيا وعرضها وهو موجود كأعمق ما يكون الإيمان بدون حاجة الى تلك الأطر الشكلية . أغلقوا هذا الباب الذى يدخل منه الانتهازيون والمتآمرون والماكرون والكذبة إنها كلمة جذابة كذابة يستعملها الكل كحصان طروادة ليدخل الى البيت الإسلامى من بابه لينسفه من داخله وهو يلبس عمامة الخلافة ويحوقل ويبسمل بتسابيح الأولياء ). إنها الثياب التنكرية للأعداء الجدد -- ولكم يا سيدي الفضل في الاجابة عن هذه الشبهة ؟؟؟؟؟

الجواب

ما الذي نقل عرب البادية الذين أرسل إليهم رسول الله إلى الوضع المدني في الثقافة والعمران والعلوم والاقتصاد والتجارة والصناعة.. هل من شك في أن الذي سما بهم إلى هذا الصعيد هو الإسلام؟ إذن فالإسلام هو دين الحضارة ومن ثم فهو دين المدنية .. ومن علم أن الإسلام هو دين الحضارة، لا بدّ أن يعلم أنه دين المدنية. وإن بين الإسلام وما يثمره من المدنية تلازماً تاماً. أما الكلام الأحمق الذي تنقله، فهو يقتضي الجزم بالقول: إننا حاربنا الشرك وفتحنا بلاد الشام ومصر ونحن دولة مدنية لا إسلامية!! هل من عاقل يقول هذا عن أصحاب رسول الله أو من بعدهم أو من بعدهم لمجرد أنهم لم يستعملوا كلمة "حكومة إسلامية"؟ أركان الدولة الإسلامية هي الأرض أي الوطن، والأمة، والنظام السلطوي. كلما وجدت هذه الأركان الثلاثة وجدت الدولة. والسؤال: ما هو الدين الذي يدين به الفريق الذي يقود هذه الدولة، إذا كان الذين هو الإسلام، فالدولة إذن إسلامية. وهذا ينطبق على سائر عصور الإسلام، إلى العهد الذي قضي فيه على الخلافة، وأعلن محطموا الخلافة الدولة العلمانية. ثم إن شكل الدولة من خلافة أو ملك أو إمارة، لا يلغي الدولة. أي إن شكل الشيء لا يكون إلغاء له. وهذا كلام بدهي لا يجهله عاقل.