مميز
EN عربي

الفتوى رقم #38251

التاريخ: 30/01/2013
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي

هل الإسكندر المقدوني هو ذاته ذو القرنين

التصنيف: القرآن الكريم وعلومه

السؤال

فضيلة العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، حفظه الله ونفعنا بعلمه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد في خطبة الجمعة بتاريخ ‏03‏/12‏/2010م، والتي كانت بعنوان: الأسباب والمُسَبَّبات والعلاقة بينها، قلتم – حفظكم الله-:" وانظروا – يا عباد الله– إلى حديث البيان الإلهي عن إسكندر المقدوني والطائفة من المزايا التي متَّعَهُ الله بها، انظروا إلى حديثه عنه في خواتيم سورة الكهف.."، أي أنكم رجحتم بأن ذي القرنين هو الإسكندر المقدوني، ومعلوم أن ذي القرنين عبدٌ صالح، أما الإسكندر المقدوني فهو يوناني واليونانيون كانوا يعبدون آلهة كثيرة، فكيف يكون هو العبد الصالح ذو القرنين المذكور في خواتيم سورة الكهف؟ أفيدونا، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا

الجواب

كثير من العلماء رجحوا أن المراد بذي القرنين في سورة الكهف الاسكندر المقدوني.. وكونه يونانياً لا يناقض ذلك، وانتشار الكفر وعبادة غير الله في اليونان لا يعني بالضرورة أنه مثلهم.. بل إن جل الأنبياء إنما أرسلوا إلى أقوامهم الكافرين والجاحدين يحملون إليهم رسالة الهداية والدعوة إلى الإقلاع عن الأديان الباطلة، ألا ترى أن كثيراً من العلماء والمؤرخين رجحوا أن زرادشت كان من المرسلين، ولا يناقض ذلك أنه أرسل إلى أناس كافرين.. وإذا كان ظهور الاسكندر المقدوني بين قوم كافرين دليلاً على عدم نبوته، فإن ظهور محمد صلى الله عليه وسلم بين المشركين دليل على عدم نبوته، معاذ الله من توهم هذا التلازم الذي لا وجه له.