مميز
EN عربي

الفتوى رقم #3649

التاريخ: 25/11/2024
المفتي: الشيخ محمد الفحام

علاج التكاسل عن الصلاة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي، سيدي أنا منذ الصغر أصلي لوحدي ولكن أبي لم يكن يضربني للصلاة ربما لعدم علمه بهذه المسألة والآن أنا كبرت وأصبح عمري ٢٥ سنة وما زلت أعاني بإنِّي أؤخر الصلاة وانساها كثيراً فالكثير من الأحيان تفوتني هل من طريقة يمكن أن أفعلها لكي أحل هذه المشكلة؟ وهل يمكن أن أحرم نفسي من بعض الملذات كتناول الحلويات مثلاً وغيرها من الملذات كي أعاقب نفسي إذا ما أخرت صلاة لكي أحافظ على الصلوات في النهاية؟ وجزاكم الله خيراً سيدي

الجواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيِّدِ الخَلْقِ رسولِ اللهِ وآله وصحبِه ومَنْ والاهُ وبعد؛ فإنَّ الحديثَ عن الصلاةِ حديثٌ عن صلة العبد بربه، ودوام البركات والخيرات، والعون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛

وعليه؛ فالعلاج الأوفى في عدة أمور لك سيدي؛

الأول؛ هو أن تَسْتَحْضِرَ جلالَ الآمِرِ بها سبحانه القائل: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)

الثاني؛ الوقوف بالتأول بين يدي البيان النبوي الخطير صلى الله عليه وسلم: «الصلاةُ عمادُ، فَمَنْ أَقامَها، فَقَدْ أقامَ الدِّينَ، ومَنْ تَركَها، فَقَدْ هَدَمَ الدِّين»

الثالث؛ أن المؤمنَ الْمُراقِبَ لِمَوْلاهُ بِعُنْصُرِ خَشْيَتِهِ يأْبى أن يكونَ بالتركِ لِصلاتِهِ مَدْخَلاً لِهَدْمِ الدِّينِ ذلك أنَّه مَظْهرٌ مِنْ مَظاهِرِ الإسلامِ، وأُسْوَةٌ يَنْبَغِي أنْ تكونَ صالحةً.

الرابع؛ العِلْمُ بأَنَّ أيَّ صلاةٍ تَفوتُهُ لابد مِنْ قضائها، فهي بالترَّْكِ لا تَسْقُطُ، بل تَبْقَى في الذِّمَّةِ إلى أَنْ تُقْضَى.

الخامس؛ وجوبُ التوبةِ النَّصوحِ عَهداً للهِ تعالى بِعَدَمِ العَوْدِ إلى ذلِكَ معَ النَّدَمِ.

السادس؛ الْمُباشَرَةُ إلى قضائها كُلَّما تَكِّررَ التَّركُ -بسببِ العادة- لِكَوْنِ القضاءِ فَرْضاً لازماً وذلك مِمَّا يُقَلِّصُ تلك العادة إلى أنْ تَتَلاشَى، وذلك بِحُكْمِ الإلْزامِ حالاً ومآلاً.

السابع؛ الدعاء دبر كلِّ صلاة بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لسدنا معاذ رضي الله تعالى عنه: «اللَّهُمَّ أَعِني على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عبادَتِكَ»

ختاماً؛ اعلم أنَّ السيِّدَ الأعظمَ صلى الله عليه وسلم نَبَّهَنا بقولِهِ الشريفَ: «مَنْ خافَ أَدْلَج، ومَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غالِيَةٌ، أَلا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ» وعَلَّمَنا عليه الصلاة والسلام بِتَوْجيهِهِ: «كُلُّ النَّاسِ يَدْخُلونَ الجَنَّةَ إلَّا مَنْ أَبى» قالوا: وَمَنْ يَأْبَى يارسولَ الله! قال: مَنْ أَطاعَني دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَنْ عَصاني، فَقَد أَبى»

ثَبَّتَنِي اللهُ تعالى وإيَّاكَ على طاعَتِهِ، وأَعاذَنا مِنْ مَعصِيَتِهِ، وعافانا مِنَ الغَفْلَةِ عن جلالِهِ وعَظَمَتِهِ سبحانه آمين. ولا تَنْسَني مِنْ دَعوةٍ صالحة.