الفتوى رقم #3498
احتساب الأجر عند الملمات
السؤال
السلام عليكم شيخنا محمد الفحام انا طالب طب سنة ثالثة ادرس بجد ولكن في بعض الأحيان تفتر همتي فتنقص درجاتي في الامتحانات فأقول ما أمرنا به سيدنا الرسول( اللهم اجرني في مصيبتي واخاف لي خيرا منها) فهل يصح هذا الدعاء عند التقصير ام هو خاص بمن ابتلي دون تقصير منه كمن اصابه المرض وهل يكون في نقص درجاتي خير لي. وللعلم ما اهتمامي بدرجاتي إلا بسبب حب والدي لي التفوق . وجزاكم الله خيرا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فإنَّ سؤالَ العبدِ مولاه سبحانه وتعالى الأَجرَ في شؤونه الحياتية المرتبطة بما أُمِرَ به شرعاً أَمْرٌ محمود, واستغفارَه إذا قَصَّرَ فيما أُمِرَ به أَمْرٌ ومَطْلُوب, وفي كلٍّ خير لما يترتب عليه من الأجر تَفَضُّلاً من اللهِ الكريم ثم إنَّ سؤالَك الأَجرَ عند نزولِ أيِّ أمرٍ غَيْرِ مرغوب فيه بما ورد في الأثر النبوي (اللهم أجُرني في مصيبتي ..الخ) أَمْرٌ حسَنٌ لا حرج فيه ولا إشكال, ذلك أنَّ كلَّ ما يُكرب النفس من المصائب, لكنْ ينبغي أنْ يُسْبَقَ ذلك الدعاءُ بتوبةٍ صادقة نصوح وإقلاعٍ عن الذنب حقيقي واستغفارٍ في محرابِ العبودية للغفار, وأن يُسْبَقَ بصبرٍ واحتسابٍ وتسليمٍ مصيبة البلاء القهري كالمرض والفقر والفقد للأنفس.
ثم إنَّ النيةَ الصادقة في كلِّ ما يُقْدِمُ عليه العبدُ من الأعمال المبرورة مِنْ أَهَمِّ شروط القبول لتحقيق المأمول لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح؛ (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى..) وعليه؛ فنيَّتُك إدخالَ السرورِ على قلبِ أبيكَ في دراستِكَ, وحرصُك على التفوق امكانَك لأجل ذلك هو نوعٌ من أنواع البر المأجورِ صاحبُه إن شاء الله تعالى وفي الخبر: (نية المؤمن خير من عمله) وفقك الله تعالى ورعاك وسدد خطاك. ولا تنسني من دعوة صالحة.