مميز
EN عربي

الفتوى رقم #3490

التاريخ: 02/03/2021
المفتي: الشيخ محمد الفحام

زوجي يمنعني من حضور الأعراس

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ....الله يعطيكم العافية شيوخنا الأفاضل... زوجي لا يسمح لي بالذهاب إلى اي مكان وان دعيت إلى عرس لا يسمح لي مع اني من أسرة محافظة ومتدينة ولباسي محشوم وشرعي .......لا اعرف ماذا افعل ارجو المساعدة في حل هذه المشكلة وشكرا جزيلا لكم 

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختنا الكريمة لا نملك من جواب يتعلق بمراد مزاجي أو مختار اجتماعي، بل المنطلق دائما حكم الشرع فينبغي أنْ نَّعِيَ ذلك كي لا ندخل مداخل الإثم والقدوات السيئة، فالتفصيل الشرعي لسؤالك هو على الشروط الآتية؛ أولاً؛ لابد من إذن الزوج بالخروج مادام مِنْ حقِّه وحقِّ بيته وأولاده كزوج. ثانياً؛ عدم الفتنة بالخروج أي كأن يكون إلى مكان تُنْتَهَكُ فيه حرماتُ اللهِ تعالى. ثالثاً؛ أنْ لا يكون الخروج مخالِفَاً لحكم الشرع فيما يتعلق بسلم الأولويات الحياتية التي نظَّمَها الإسلامُ كأنْ تَخْرجَ تاركةً أَطْفالَها في مَضْيَعَةٍ مُعَرِّضَةً إياهم لمجاهيلِ الأخطار مَضَيِّعةً ما حَمَّلَها اللهُ تعالى مِنْ أمانَةٍ كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور ما مطلعه: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مسؤولٌ عن رعيَّتِهِ ...ثم قال: والمرأةُ راعِيَةٌ في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عن رعِيَّتِها..) الحديث أقول: والتفصيل واسع لا يسعه هذا المقام غير أن ما ينبغي الانتباه إليه هو أنَّ على الزوجة أن تحرص على ميزانها الضامن لروح البيت وحياتِه بإيثارٍ مَنْهَجِيٍّ يُرَقِّيها إلى مُسْتَوى الْمَحْبوبِيَّةِ لدى الجميع.

على أنَّ ما يَجْدُرُ ذِكْرُهُ أنَّ الزَّوْجَ لو أذِنَ لزوجتِهِ بالخروج إلى مكانٍ فيه مِنَ التَّهَكُّمِ لأَحكامِ الشَّرع ما يُستَنْزَلُ به اللَّعنات بسببِهِ كحفلات الأعراس الصاخبة التي تقامُ في هذا الزمان ما صورتُها كشف العورات بعروض أزياء الغرب عبر تنافس يهتزُّ منه عرشُ الرحمنِ غَضَباً كاللِّباسِ الْمُمَزِّقِ لِمَظْهَرِ الحياء الذي جُبِلَتْ عليه أصلاً المؤمنة التي تخشى الله وترجوه السلامة، فلا يُجيزُ إذن الزوج لها الذهاب وهي بذا آثمة كما الحكم في عدم جواز طاعته في المعصية، للعلم بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 

نعم! لم يُهْمِلِ الإسلامُ حظَّها ولا حَقَّها مِنَ التَّكريمِ والإحسانِ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهنَّ إلا لئيم)، فإنْ كانت شكايتُك لِشَتْمٍ أو إِهانَةٍ أو إساءَةٍ للكرامة، أو منْعِكِ ما أوجبَهُ الشرع لكِ عليه قلنا له: وربِّكَ إنَّك ظالمٌ، ولا بد مِنْ معالجةِ الأَمْرِ بالتذكير والتحذير، فإنْ جحدَ الحقَّ تَلَوْنا عليه بيانَ اللهِ تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيرا)

وأما إذا كانت الشكاية لأجل عرس أو حفل، أو ما يُسَمَّى باسْتقبال لقاء نسائي لا يُقَدِّمُ ولا يُؤَخِّرُ، فَحَكِّمِي عقلَكِ وراجِعِي نَفْسَكِ بِتَأَمُّلِ المؤمِنَةِ الْمُؤْثِرَةِ غيرَها على نَفْسِها لمرضاةِ ربها.

عذراً! فما سلكتُ معكِ هذا الْمَسْلَكَ إلا لأَنَّكِ أَشَرْتِ إلى كونِكِ مِنْ عائِلَةٍ مُحافِظَةٍ تَعْلَمُ أحكامَ الشرع، وتَعْلَمُ مقتضاها وهو أنْ تَعْلَمَ سِواها ما عَلَّمَها ربُّها لاسيما أهل بيتها.    

ألهمَكِ الله تعالى وزوجَكِ الرشادَ والسَّدادَ لبِناءِ أُسْرَةٍ تَعْبُدُ اللهَ تعالى ولا تُشْرِكُ به شيئاً.