مميز
EN عربي

الفتوى رقم #3028

التاريخ: 01/09/2019
المفتي: الشيخ محمد الفحام

كيف أقنعهم بأن التدخين حرام

التصنيف: الحظر والإباحة واللباس والزينة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرجو الإفادة بكيفية اقناع من يدخن بحرمة التدخين وهو يعتبره حلالا بحجة أن الشيخ عبد الغني النابلسي كان يدخن جزاكم الله خيراً 

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أخي الكريم إنَّ الأصلَ في المسألة مدخلُ الضرر والإهلاك للنفس أو بعضِها, وهذا ما لم يَكُنْ واضحَ المعالم لدى شاربه يومَ ظهرَ شربُه لاسيما زمنَ سيدي الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى, ففي الحظر والإباحة للشيباني عليه الرحمة والرضوان؛ وأما التُّتُن الذي حدث في دمشق في سنة عشرة بعد الألف, فقد اضطربَتْ آراءُ العلماء فيه, فبَعضُهم قال بكراهته, وبعضهم قال بحرمته, وبعضهم قال بإباحته ..ثم قال: والذي اعتمده سيدي عبد الغني النابلسي أنه مباح.

فهذا الاضطرابُ في تحريرِ الفتوى وعدمُ القُدرة على الإجماع على الحُكْمِ كان سببُه التردُّدُ في معرفةِ نسبةِ الضرر فيه, ثم لما ظَهرَ ضررُه وخطرُه صدَرَ الإجماع لدى فقهاءِ العصر بحرمتِه.

والآن أصغ إلى تفصيل الفتوى لسيدي الفقيه الْمُتْقِنِ الشيخ سعيد البرهاني محقق الكتاب قال رحمه الله: أقول: يجبُ القولُ اليومَ بالمنعِ _أي بمنع شربِه تحريماً_ مُطلقاً مِنْ شُربِ الدخان بعد الجزم بأضرارِه وكونِه يَسْتَهْدِفُ القضاءَ على النفسِ والمالِ _أي وهذا داخلٌ في وعيدِ اللهِ تعالى القائل: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) والقائل: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)_ وهما _أي النفس والمال_ من الضرورات الخمس التي قرر الفقهاءُ أنَّ الْمَقْصِدَ العام من تشريعِ الأحكام هو تحقيقُ مصالحِ الناسِ يَجْلِبُ النَّفْعَ لهم ودفعَ الضررِ عنهم, ومَصالحُهم تَشْمَلُ الضروريات الخمس التي ترجع إلى [حفظ الدين, والنفس والعقل, والعرض, والمال] والحاجيات والتحسينات, وفي المنع من الدخان جَلْبُ نفعٍ للناس ودفعُ ضررٍ عنهم قال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) ولا أحدَ يقول: إنَّ الدخان من الطيبات فهو لا بد إذاً من الخبائث.

أقول وقد ثبت بالدلائل الطبية القاطعة: أنَّ الدخانَ مِنْ أَخْطَرِ الأسباب للإِضرار بالجسم والحديث الصحيح يقول: (لا ضرر ولا ضرار) فهو مدخل أكيدٌ لسرطانات عِدَّة أقربها وأخطرها سرطان الرئة.

هذا؛ وقد ذكر لي أحدُ الأطباءِ المختصين أنَّه ثبتَ طبياً أنَّه أخطرُ من الخمر والخمرُ حَرُمَ بالدليل القطعي حيث أشارَ وهو طبيبٌ مختصٌّ أنَّ تاركَ الدخان بعد شربِه إنما هو مُنقذٌ ما تبَقى من عافية الجسم لا الجسم كله, يعني أنَّه إذا أوذِيَ في رئتيه فتركَ الدخانَ بسبب ذلك لا يكونُ التركُ سبباً لاستعادَةِ عافيةِ الرئتين مائةً بالمائة, وإنَّما هو إنقاذٌ لما تَبَقَّى منها, وكَمْ هلَكَ مِنْ مُدَخِّنين بسببِ أنَّهم بعد الإِدْمانِ وقد ترَكوا شُرْبَ الدخان قَهْراً كانوا يُعانون مِنْ مَرضِ الرئتين الْمُزْمِن حتى قال لي أحدهم: قد أهلكَ الدخانُ من الرئتين ثلاثة أرباعها

وهنا أقول تُرى هل مِنْ مَقَنَعٍ ولو بتجربة واحدة أنَّ الدخان نافع غير ضار؟؟؟

في الختام؛ أنصح بالرجوع إلى كتاب حكم التدخين لسيدي المحدث الكبير الشيخ محمد بن لما سجعفر الكتاني عليه الرحمة والرضوان. هذا والله تعالى أعلى وأعلم.