الفتوى رقم #3018
كيف اتخلص من مرض تتبع المواقع الإباحية
السؤال
قلبي محب لله و عاشق له و لكن يا مشايخنا أرجو منكم الدعاء لي بأن يعينني الله على ترك المعاصي و أن ترشدوني إلى طريق قويم لكي أستطيع التخلص منها ، أنا أعتبر نفسي مدمن على المواقع الإباحية و لكن يشهد الله أني أجاهد نفسي و أجاهد و لكن لا أستطيع حتى الآن في رمضان ، و يشهد ربي أني لا أرتكب هذه المعصية كبرا او ما شابه ذلك ، فما الخطوات و النصائح اللتي ترشدونني بها و جزاكم الله خيرا
الجواب
أخي الكريم إنَّ الوقاية من المعاصي لا تتحقَّقُ إلا بأمور أربعة؛ الأول؛ تقوى الله تعالى في الأقوال والأفعال على ميزان الأوامر والنواهي لا سيما في التكاليف العينية كالصلاة والصيام ...الخ لاسيما الصلاة على وقتها في أوقاتها الخمس جماعةً لأنَّ فيها تجديدَ العهد مع الله تعالى, وامتداداً لدوام النشاط في الهمة الإيمانية كما الحديث الصحيح: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء)؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء قال : (وذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهنَّ الخطايا)
الثاني؛ صُحْبَةُ الصالحين عَبْرَ دروس العلم النافعة في المساجد, وفي المساجد حصرا _لأن نظر الله تعالى على المساجد لأجل روادها وأهلها_ فإِنَّ مَنْ يضاف إليهم يشرُف بهم ولا يشقى كما في الحديث الصحيح: (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)
الثالث؛ كثرةُ الذكر وقراءةُ القرآن لأنَّ القلبَ بحاجةٍ إلى ما يُلِينُه ويُحَرِّكُه إلى المذكور الأَجَلِّ سبحانه, وفي الحديث المشهور: (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وجلاؤها ذكر الله وتلاوة القرآن) وينبغي أن تكون الأذكار على نظام السنة وذلك بحفظ الأذكار النبوي بدءأً من الاستيقاظ وانتهاءً بأذكار النوم تَجِدُها مُفَصَّلَةً في كتاب الأذكار للإمام النووي.
الرابع؛ استئصال السبب الذي أدمنت عليه [النت] مِنْ حيث الْمَبْدأ إلى أنْ تَسْتَقِرَّ أمورُ استقامتِك وتُوقِنَ أنَّك أَدْمَنْتَ على البديل وهو ما تقدم من ثوابت الشرع.
(وإن كان ولا بد من النت لعمل أو ما شابه فتجنب أن تجلس وحيداً)
وإني في نهايةِ المطاف لأدعو لك بالهداية وتيسيرِ أسبابِها والاستقامة على الطريق القويم والثبات مسيرة العمر كله. وأن يبب لك الإيمان ويزيِّنه في قلبك, ويكره إليك الكفر والفسوق والعصيان ويجعلك من الراشدين آمين يارب العالمين. ولا تنس أن تخصني بخالص دعواتك.