مميز
EN عربي

الفتوى رقم #25178

التاريخ: 27/10/2011
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي

نريد توضيحات حول موقفكم من الأحداث الأخيرة

التصنيف: أحكام الجهاد والسياسة الشرعية

السؤال

السلام عليكم..شيخنا الجليل..اني والله احبكم في الله..ولكن باختصار ..وبعد الأحداث عندكم في سوريا وقعت بلبلة عندنا و نزعت صورتك من اعين الناس بعد ان كانت بكامل تألقها..واستغل ذلك من يدعون السلفية للنيل منكم..ونحن ندفع عنكم ما استطعنا ..ولكن تنقصنا المعرفة والادلة الجازمة أريد توضيحات عن بعض الامور: 1_ما موقفكم من النظام السوري ؟وهل هو صالح لكم في سوريا ام من الافضل ان يرحل؟ 2_ما هو البديل عن المظاهرات ؟وهل يمكن ان تحل القضايا عن طريق الحوار مع من يقتل؟؟ شكرا لكم ..وليشهد الله انا نحبكم ..ونريد التوضيح..بارك الله.

الجواب

لست معنياً بالنظام السوري من حيث هو، ولكني معنيّ بواجب الأمر بالمعروف فيه والنهي عن المنكر، وهذا ما يأمر به الله ورسوله. وهذا ما قمت به من قبل ولا أزال جهد استطاعتي. وأما أن أقوم بالدعوة إلى بقائه أو رحيله، فإن الله لم يكلفني بأن أشغل نفسي بذلك ما لم يعلن رئيس النظام الكفر البواح.. والبديل عن المظاهرات وهتافاتها، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن ليس في الشوارع وبين دهماء: الناس، ولكن عند أصحاب المنكر والمتلبسين به أنفسهم. والقتل بغير حق من أكبر الكبائر التي يجب إنكارها، ولكن عليك أولاً أن تعلم من هو الذي يقتل بغير حق، من هم الذين يقتلون المئات من رجال الشرطة، ورجال الجيش، ورجال الأمن والناس المدنيين، من الذين يزرعون الميادين والساحات المكتظة بالألغام والعبوات الناسفة، انظر إلى الأمر بعينين اثنتين لا بعين واحدة، ثم احكم على القاتل بدون حق بالإجرام أياً كان، وإلى أي جهة انتسب. وعندئذ ستجد أن في الجهتين من يسفك أو يتسبب بسفك الدماء. ولكن فاعلم أن الفتنة كانت نائمة ولعن الله من أيقظها. ولو تم الانضباط بأمر رسول الله الداعي إلى الابتعاد عن الفتنة وتجنب الاشتراك فيها، والمحذر من الجهاد تحت راية عمّية أي تحت راية لا ندري من يحملها ويقودها وإلى أي غاية يمضي بها، إذن لما وجد هذا القتل ولما تسلسلت أسبابه. ثم إني أشكرك لدفاعك عني أي عن قناعاتي الدينية هذه. ولكن فاعلم أن حماية الله أغنتني ولا تزال تغنيني عن حماية غيره. ألم يقل رسول الله "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس".