القراءة في كتب الإمام الغزالي وابن عجيبة

ما حكم قراءة تفسير البحر المديد لابن عجيبة و هل تنصحون بقراءة كتب ابن عجيبة و ما حكم قراءة كتاب احياء علوم الدين 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه, وبعد؛ فإنَّ سيدي ابنَ عجيبة رضي الله تعالى عالمٌ جليلٌ متبصِّر, ومُفَسِّرٌ مُخَتَصٌّ كبير, وربانيٌّ مِنْ كبار أولياء الله تعالى بَرَعَ في العلومِ النَّقْلِيَّة والعقلية, وعلومِ اللغة العربيةِ بشتى صنُوفِها مِنْ نحوٍ وصَرْفٍ وبيانٍ معاني وبديع, ثم شُهِرَ بعلومِ التصوف, وفي هذا المقام هو المحدِّثُ عن نفسِهِ بقولِه : أما التصوُّفُ, فهو عِلْمِي, ومَحَطُّ رَحْلِي, فلي فيه القَدَمُ الفالجُ, واليَدُ الطولى هذا؛ وقد خرج بالعديد من الكتب المترجِمَةِ لحقائقِ التصوف لا سيما كتاب الفتوحات الإلهية شرح متن ابن البنا المسمى بالمباحث الأصلية, وذلك لسديدِ حَرْفِهِ ودِقَّةِ توضيحِهِ لمبادئ الطريق وكذا كتاب إيقاظ الهمم شرح الحكم, وعليه؛ فَكُتُبُهُ نافعةٌ لما فيها من المنهجية التربوية.

ونفسُ الكلام في حقِّ الإمام الغزالي رحمه الله تعالى وكتابه الإحياء من خيرِ كتبِ التصوف العمليَّة المترجِمَةِ لِتَصَوُّفِ المعاملةِ على ميزان العلم الدقيق والمنطق العقلي الرشيد لا سيما الكتابان الأولان قواعد العقائد, وكتاب العلم, ففيهما مِنْ دقيقِ التصوير للعلم النافع والعلم الضار, وتشخيص علماء السوء وعلماء الآخرة, وحاجة العصر, ثم إنَّ أَهَمَّ ما في كُتُبِ الإحياءِ في أجزائه الأَرْبَعِ كتابُ الربعِ المهلكات, ثم احرصْ على الطبْعةِ التي فيها تخريجُ الحافظِ العراقي. غَيْرَ أنَّ الأَنْفَعَ أنْ يُقرأَ الكتابُ على مُخْتَصٍّ مِنَ العلماء الربانيين الصادقين في التزكية والنُّصْحِ والتربية, وإنْ شِئْتَ قراءةَ مُقَدِّماتٍ لكتابِ الإحياءِ, فعليكَ بكتابِ بدايةِ الهدايةِ, والأربعين في أصول الدين يذللان لك دقائقَ عباراتِ الإحياء مِنْ جِهَةٍ, ومرادَ الإمامِ فيه مِنْ جهةٍ أخرى.

وفقك الله تعالى ورعاك وحَشَرَنا جميعاً مَحْشَرَهُمْ تحتَ لواءِ سيدِ المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آمين يارب العالمين. ولا تنسني من دعواتك الصالحات.