مميز
EN عربي

الفتوى رقم #11113

التاريخ:
المفتي: الشيخ محمد الفحام

هل يأتي بلاء نتيجة ذنب قد تبت منه

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الكريم لاشك بموعود الحق في القبول كيف وهو القائل سبحانه وتعالى :(ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وهو القائل سبحانه؛ (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) وهو القائل: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) وهو القائل سبحانه: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) وبشارات المولى الكريم في ذلك كثيرة غزيرة

وعليه؛ فاطمئنَّ بالاً وأنت تعيش أُنْسَ بيانِ الحق سبحانه وتعالى الذي كتب بحكمتِه على العبد حَظَّهُ من الابتلاء بالبلاء فذكر في بيانه الخالد المقدمة يصحبُها لطفُه مع النتيجة الواعدة التي يصحبها جماليَّةُ وعده؛ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) لهم من مولاهم مغفرةٌ ورحمة تدفعانهم إلى سبيلِ الهداية الدائم حتى يغدوا وكأنهم عنصرُها ومظهرُها ما إنْ ينظر إليهم الناظرُ حتى يذكر الله تعالى لاسيما إذا تلبَّسُوا بالبلاء وهم صابرون محتسبون مسترجعون لذا عدَّ أهلُ اللهِ تعالى البلاء للصالحين والتائبين والآيبين والمنيبين باباً من أبوابِ رفعِ المقام والاجتباء ذلك أنَّ (أشدَّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل) كما قال صلى الله عليه وسلم نعم ! وقد قال أيضا في الصحيح: (ومن يرد الله به خيراً يصب منه) هذا؛ وليس قوله صلى الله عليه وسلم (يُصِبْ منه) إشارةً إلى كاملِ البلاءِ لا؟! ذلك أنَّ لطفَه لا ينفكُّ عن قدرِه فيبتلي لِحِكْمَةٍ يريدُها, ثم يُعافي لِقطافِ الثمر , لذا كان أدبُ المبتلى أنْ ينتظر تحفَ مولاه العاجلة التي خبَّأها للمبتلى مع العافية, ودبُرَ العافية

 أخيراً؛ أقول: إنما يُعرفُ البلاءُ أنَّه مَحْضُ اجتباء في حال الانتظام وأداء التكاليف, والرجوع السريع مع كل زلة.

ثبتك الله تعالى بقوله الثابت ورفع قدرك وجعلك أسوة الصالحين والتائبين آمين.